[ ص: 378 ]   ( 
وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم   ( 25 ) 
ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون   ( 26 ) . 
( 
وإن ربك هو يحشرهم إنه حكيم عليم   ) على ما علم منهم . 
وقيل : يميت الكل ، ثم يحشرهم الأولين والآخرين . 
أخبرنا 
أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن  ، أخبرنا 
أبو سعيد الصيرفي  ، حدثنا 
أبو العباس الأصم  ، حدثنا 
أحمد بن عبد الجبار  ، حدثنا 
أبو معاوية  ، عن 
الأعمش  ، عن 
أبي سفيان  عن 
جابر  رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=814931من مات على شيء بعثه الله عليه   " . 
قوله تعالى ( 
ولقد خلقنا الإنسان   ) يعني : 
آدم  عليه السلام ، سمي إنسانا لظهوره وإدراك البصر إياه . وقيل : من النسيان لأنه عهد إليه فنسي . ( من صلصال ) وهو الطين اليابس الذي إذا نقرته سمعت له صلصلة ، أي : صوتا . 
قال 
ابن عباس    : هو الطين الحر ، الذي نضب عنه الماء تشقق ، فإذا حرك تقعقع . 
وقال 
مجاهد    : هو الطين المنتن . واختاره 
الكسائي  ، وقال : هو من صل اللحم وأصل ، إذا أنتن ( من حمإ ) والحمأ : الطين الأسود ( مسنون ) أي : متغير . قال 
مجاهد  وقتادة    : هو المنتن المتغير .   
[ ص: 379 ] 
وقال 
أبو عبيدة    : هو المصبوب . تقول العرب : سننت الماء أي صببته . 
قال 
ابن عباس    : هو التراب المبتل المنتن ، جعل صلصالا كالفخار . 
وفي بعض الآثار : إن الله عز وجل خمر طينة 
آدم  وتركه حتى صار متغيرا أسود ، ثم خلق منه 
آدم  عليه السلام .