1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة الحجر
  4. تفسير قوله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون "
صفحة جزء
( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون ( 28 ) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ( 29 ) فسجد الملائكة كلهم أجمعون ( 30 ) .

قوله تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا ) أي : سأخلق بشرا ( من صلصال من حمإ مسنون ) .

( فإذا سويته ) عدلت صورته ، وأتممت خلقه ( ونفخت فيه من روحي ) فصار بشرا حيا ، والروح جسم لطيف يحيا به الإنسان ، وأضافه إلى نفسه تشريفا ( فقعوا له ساجدين ) سجود تحية لا سجود عبادة .

( فسجد الملائكة ) الذين أمروا بالسجود ( كلهم أجمعون ) .

فإن قيل : لم قال ( كلهم أجمعون ) وقد حصل المقصود بقوله فسجد الملائكة ؟

قلنا : زعم الخليل ، وسيبويه أنه ذكر ذلك تأكيدا .

وذكر المبرد : أن قوله ( فسجد الملائكة ) كان من المحتمل أنه سجد بعضهم فذكر " كلهم " ليزول هذا الإشكال ، ثم كان [ يحتمل أنهم سجدوا ] في أوقات مختلفة فزال ذلك الإشكال بقوله " أجمعون "

وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه : إن الله عز وجل قال لجماعة من الملائكة : اسجدوا لآدم فلم يفعلوا فأرسل الله عليهم نارا فأحرقتهم ، ثم قال لجماعة أخرى : اسجدوا لآدم فسجدوا .

التالي السابق


الخدمات العلمية