[ ص: 382 ]   ( 
قال هذا صراط علي مستقيم   ( 41 ) 
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين   ( 42 ) 
وإن جهنم لموعدهم أجمعين   ( 43 ) 
لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم   ( 44 ) ) 
( قال ) الله تعالى ( 
هذا صراط علي مستقيم   ) قال 
الحسن    : معناه صراط إلي مستقيم . 
وقال 
مجاهد    : الحق يرجع إلى الله تعالى ، وعليه طريقه ، ولا يعوج عليه شيء . 
وقال 
الأخفش    : يعني : علي الدلالة على الصراط المستقيم . 
قال 
الكسائي    : هذا على التهديد والوعيد كما يقول الرجل لمن يخاصمه : طريقك علي ، أي : لا تفلت مني ، كما قال عز وجل : " إن ربك لبالمرصاد " ( الفجر 14 ) . وقيل : معناه على استقامته بالبيان والبرهان والتوفيق والهداية . 
وقرأ ابن سيرين ، وقتادة ، ويعقوب : علي ، من العلو أي : رفيع ، وعبر بعضهم عنه : رفيع أن ينال ، مستقيم أن يمال . 
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ، أي : قوة . 
قال أهل المعاني : يعني على قلوبهم . 
وسئل سفيان بن عيينة عن هذه الآية فقال : معناه ليس لك عليهم سلطان تلقيهم في ذنب يضيق عنه عفوي ، وهؤلاء ثنية الله الذين هداهم الله واجتباهم . 
إلا من اتبعك من الغاوين   . 
وإن جهنم لموعدهم أجمعين ، يعني موعد إبليس ومن تبعه . 
لها سبعة أبواب ، أطباق . 
قال علي رضي الله عنه : تدرون كيف 
أبواب النار؟ هكذا ، ووضع [ شعبة ] إحدى يديه على الأخرى ، أي : سبعة أبواب بعضها فوق بعض وإن الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض . 
قال ابن جريج : 
النار سبع دركات   : أولها جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية . 
لكل باب منهم جزء مقسوم ، أي : لكل دركة قوم يسكنونها . 
وقال الضحاك : في الدركة الأولى أهل التوحيد الذي أدخلوا النار ، يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون ، وفي الثانية النصارى ، وفي الثالثة اليهود ، وفي الرابعة الصابئون ، وفي الخامسة المجوس ، وفي السادسة أهل الشرك ، وفي السابعة المنافقون ، فذلك قوله تعالى : 
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، ( النساء 145 ) . 
وروي عن ابن عمر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي أو قال على أمة محمد " .