[ ص: 389 ]   ( 
فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين   ( 79 ) 
ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين   ( 80 ) 
وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين   ( 81 ) 
وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين   ( 82 ) 
فأخذتهم الصيحة مصبحين   ( 83 ) 
فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون   ( 84 ) ) 
( 
فانتقمنا منهم   ) بالعذاب ، وذلك أن الله سلط عليهم الحر سبعة أيام فبعث الله سحابة فالتجئوا إليها يلتمسون الروح ، فبعث الله عليهم منها نارا فأحرقتهم ، فذلك قوله تعالى : ( 
فأخذهم عذاب يوم الظلة   ) ( الشعراء - 189 ) . 
( وإنهما ) يعني مدينتي 
قوم لوط  وأصحاب الأيكة    ( 
لبإمام مبين   ) بطريق واضح مستبين . 
قوله تعالى : ( 
ولقد كذب أصحاب الحجر   ) وهي 
مدينة ثمود  قوم صالح  ، وهي بين 
المدينة  والشام    ( المرسلين ) أراد 
صالحا  وحده . . 
( 
وآتيناهم آياتنا   ) يعني : الناقة وولدها والبئر ، فالآيات في الناقة خروجها من الصخرة ، وكبرها ، وقرب ولادها ، وغزارة لبنها ( 
فكانوا عنها معرضين   ) 
( 
وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين   ) من الخراب ووقوع الجبل عليهم . 
( 
فأخذتهم الصيحة   ) يعني : صيحة العذاب ( مصبحين ) أي : داخلين في وقت الصبح . 
( 
فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون   ) من الشرك والأعمال الخبيثة . 
أخبرنا 
أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة  ، أنبأنا 
محمد بن أحمد بن الحارث  ، أخبرنا 
محمد بن يعقوب الكسائي  ، حدثنا 
عبد الله بن محمود  ، أنبأنا 
إبراهيم بن عبد الله الخلال  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك  ، عن 
معمر  ، عن 
الزهري  ، أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله  ، عن أبيه ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815255عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما مر بالحجر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم " .   [ ص: 390 ] قال : وتقنع بردائه وهو على الرحل   . 
وقال 
عبد الرزاق ،  عن 
معمر    : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=815256ثم قنع رأسه ، وأسرع السير حتى اجتاز الوادي   " .