1. الرئيسية
  2. تفسير البغوي
  3. سورة النحل
  4. تفسير قوله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى "
صفحة جزء
[ ص: 26 ] ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 61 ) ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار ( 62 ) )

( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ) فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم ، ( ما ترك عليها ) أي على الأرض ، كناية عن غير مذكور ، ( من دابة )

قال قتادة في الآية : قد فعل الله ذلك في زمن نوح ، فأهلك من على الأرض ، إلا من كان في سفينة نوح عليه السلام

روي أن أبا هريرة سمع رجلا يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال : بئس ما قلت إن الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم .

وقال ابن مسعود : إن الجعل لتعذب في جحرها بذنب ابن آدم .

وقيل : معنى الآية : لو يؤاخذ الله آباء الظالمين بظلمهم انقطع النسل ، ولم توجد الأبناء فلم يبق في الأرض أحد .

( ولكن يؤخرهم إلى أجل ) يمهلهم بحلمه إلى أجل ، ( مسمى ) إلى منتهى آجالهم وانقطاع أعمارهم . ( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) قوله عز وجل : ( ويجعلون لله ما يكرهون ) لأنفسهم يعني البنات ، ( وتصف ) أي تقول ، ( ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ) يعني البنين ، محل " أن " نصب بدل عن الكذب .

قال يمان : يعني ب " الحسنى " : الجنة في المعاد ، إن كان محمد صادقا في البعث .

( لا جرم ) حقا . قال ابن عباس : بلى ، ( أن لهم النار ) في الآخرة ، ( وأنهم مفرطون ) قرأ نافع بكسر الراء أي : مسرفون .

وقرأ أبو جعفر بتشديد الراء وكسرها أي : مضيعون أمر الله .

وقرأ الآخرون بفتح الراء وتخفيفها أي : منسيون في النار ، قاله ابن عباس . [ ص: 27 ]

وقال سعيد بن جبير : مبعدون .

وقال مقاتل : متروكون .

قال قتادة : معجلون إلى النار .

قال الفراء : مقدمون إلى النار ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " أنا فرطكم على الحوض " أي : متقدمكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية