صفحة جزء
باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه

5712 حدثنا محمد بن يوسف أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسمة فقال رجل من الأنصار والله ما أراد محمد بهذا وجه الله فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فتمعر وجهه وقال رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر
قوله : ( باب من أخبر صاحبه بما يقال فيه ) قد تقدمت الإشارة إلى أن المذموم من نقلة الأخبار من يقصد الإفساد ، وأما من يقصد النصيحة ويتحرى الصدق ويجتنب الأذى فلا ، وقل من يفرق بين البابين ، فطريق السلامة في ذلك لمن يخشى عدم الوقوف على ما يباح من ذلك مما لا يباح الإمساك عن ذلك ،

حديث ابن مسعود في إخباره النبي - صلى الله عليه وسلم - بقول القائل " هذه قسمة ما أريد بها وجه الله " سيأتي شرحه مستوفى في " باب الصبر على الأذى " إن شاء الله - تعالى - . وقوله في هذه الرواية فتمعر وجهه بالعين المهملة أي تغير من الغضب ، وللكشميهني فتمغر بالغين المعجمة أي صار لونه لون المغرة ، وأراد البخاري بالترجمة بيان جواز النقل [ ص: 491 ] على وجه النصيحة ، لكون النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينكر على ابن مسعود نقله ما نقل ، بل غضب من قول المنقول عنه ، ثم حلم عنه وصبر على أذاه ائتساء بموسى - عليه السلام - وامتثالا لقوله - تعالى - : فبهداهم اقتده .

التالي السابق


الخدمات العلمية