صفحة جزء
باب المفاتيح في اليد

6611 حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي قال أبو عبد الله وبلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين أو نحو ذلك
قوله : ( باب المفاتيح في اليد ) أي إذا رئيت في المنام ، قال أهل التعبير : المفتاح مال وعز وسلطان ، فمن رأى أنه فتح بابا بمفتاح فإنه يظفر بحاجته بمعونة من له بأس ، وإن رأى أن بيده مفاتيح فإنه يصيب سلطانا عظيما .

حديث أبي هريرة الماضي في " باب رؤيا الليل " من وجه آخر عنه بلفظ : " بعثت بجوامع الكلم " ، وفيه " وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي " وقد تقدم في الباب المذكور بلفظ : " وبينما أنا نائم البارحة " .

قوله في آخره ( قال أبو عبد الله ) كذا لأبي ذر ، ووقع في رواية كريمة " قال محمد " فقال بعض الشراح : لا منافاة لأنه اسمه ، والقائل هو البخاري ، والذي يظهر لي أن الصواب ما عند كريمة فإن هذا الكلام ثبت عن الزهري واسمه محمد بن مسلم ، وقد ساقه البخاري هنا من طريقه فيبعد أن يأخذ كلامه فينسبه لنفسه ، وكأن بعضهم لما رأى " وقال محمد " ظن أنه البخاري فأراد تعظيمه فكناه فأخطأ ، لأن محمدا هو الزهري وليست كنيته أبا عبد الله بل هو أبو بكر ، وسيأتي الكلام على جوامع الكلم ، وسيأتي الحديث في الاعتصام إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية