صفحة جزء
باب يفترش ذراعيه في السجود وقال أبو حميد سجد النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يديه غير مفترش ولا قابضهما

788 حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
[ ص: 352 ] قوله : ( باب لا يفترش ذراعيه في السجود ) يجوز في " يفترش " الجزم على النهي والرفع على النفي وهو بمعنى النهي ، قال الزين بن المنير : أخذ لفظ الترجمة من حديث أبي حميد ، والمعنى من حديث أنس ، وأراد بذلك أن الافتراش المذكور في حديث أبي حميد بمعنى الانبساط في حديث أنس اهـ . والذي يظهر لي أنه أشار إلى رواية أبي داود ، فإنه أخرج الباب عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة بلفظ " ولا يفترش " بدل ينبسط . وروى أحمد والترمذي وابن خزيمة من حديث جابر نحوه بلفظ " إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يفترش ذراعيه " الحديث ، ولمسلم عن عائشة نحوه .

قوله : ( وقال أبو حميد إلخ ) هو طرف من حديث يأتي مطولا بعد ثلاثة أبواب .

قوله : ( ولا قابضهما ) أي بأن يضمهما ولا يجافيهما عن جنبيه .

قوله : ( عن أنس ) في رواية أبي داود الطيالسي عند الترمذي وفي رواية معاذ عند الإسماعيلي كلاهما عن شعبة التصريح بسماع قتادة له من أنس .

قوله : ( اعتدلوا ) أي كونوا متوسطين بين الافتراش والقبض ، وقال ابن دقيق العيد : لعل المراد بالاعتدال هنا وضع هيئة السجود على وفق الأمر ، لأن الاعتدال الحسي المطلوب في الركوع لا يتأتى هنا ، فإنه هناك استواء الظهر والعنق ، والمطلوب هنا ارتفاع الأسافل على الأعالي ، قال : وقد ذكر الحكم هنا مقرونا بعلته ، فإن التشبيه بالأشياء الخسيسة يناسب تركه في الصلاة . انتهى . والهيئة المنهي عنها أيضا مشعرة بالتهاون وقلة الاعتناء بالصلاة .

قوله : ( ولا ينبسط ) كذا للأكثر بنون ساكنة قبل الموحدة وللحموي " يبتسط " بمثناة بعد موحدة ، وفي رواية ابن عساكر بموحدة ساكنة فقط وعليها اقتصر العمدة ، وقوله " انبساط " بالنون في الأولى والثالثة وبالمثناة وهي ظاهرة والثالثة تقديرها ولا يبسط ذراعيه فينبسط انبساط الكلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية