صفحة جزء
باب المؤذن الواحد يوم الجمعة

871 حدثنا أبو نعيم قال حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن الزهري عن السائب بن يزيد أن الذي زاد التأذين الثالث يوم الجمعة عثمان بن عفان رضي الله عنه حين كثر أهل المدينة ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذن غير واحد وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام يعني على المنبر
قوله : ( باب المؤذن الواحد يوم الجمعة ) أورد فيه حديث السائب بن يزيد المذكور في الباب قبله وزاد فيه " ولم يكن للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذن غير واحد " ومثله للنسائي وأبي داود من رواية صالح بن كيسان ، ولأبي داود وابن خزيمة من رواية ابن إسحاق كلاهما عن الزهري ، وفي مرسل مكحول المتقدم نحوه ، وهو ظاهر في إرادة نفي تأذين اثنين معا ، والمراد أن الذي كان يؤذن هو الذي كان يقيم . قال الإسماعيلي لعل قوله " مؤذن " يريد به التأذين فعبر عنه بلفظ المؤذن لدلالته عليه . انتهى .

وما أدرى ما الحامل له على هذا التأويل ؟ فإن المؤذن الراتب هو بلال ، وأما أبو محذورة وسعد القرظ فكان كل منهما بمسجده الذي رتب فيه ، وأما ابن أم مكتوم فلم يرد أنه كان يؤذن إلا في الصبح كما تقدم في الأذان ، فلعل الإسماعيلي استشعر إيراد أحد هؤلاء فقال ما قال ، ويمكن أن يكون المراد بقوله " مؤذن واحد " أي في الجمعة فلا ترد الصبح مثلا ، وعرف بهذا الرد على ما ذكر ابن حبيب أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رقي المنبر وجلس أذن المؤذنون وكانوا ثلاثة واحد بعد واحد ، فإذا فرغ الثالث قام فخطب ، فإنه دعوى تحتاج [ ص: 460 ] لدليل ، ولم يرد ذلك صريحا من طريق متصلة يثبت مثلها ، ثم وجدته في مختصر البويطي عن الشافعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية