صفحة جزء
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره

90 حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا من يومئذ فقال أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة
قوله : ( باب الغضب في الموعظة حدثنا محمد بن كثير ) هو العبدي ولم يخرج للصغاني شيئا .

قوله : ( أخبرني سفيان ) هو الثوري ( عن ابن أبي خالد ) هو إسماعيل .

قوله : ( قال رجل ) قيل هو حزم بن أبي كعب .

قوله : ( لا أكاد أدرك الصلاة مما يطيل ) قال القاضي عياض : ظاهره مشكل ; لأن التطويل يقتضي الإدراك لا عدمه ، قال فكأن الألف زيدت بعد لا وكأن أدرك كانت أترك . قلت : هو توجيه حسن لو ساعدته الرواية . وقال أبو الزناد بن سراج : معناه أنه كان به ضعف ، فكان إذا طول به الإمام في القيام لا يبلغ الركوع إلا وقد ازداد ضعفه فلا يكاد يتم معه الصلاة . قلت : وهو معنى حسن ، لكن رواه المصنف عن الفريابي عن سفيان بهذا الإسناد بلفظ : " إني لأتأخر عن الصلاة " فعلى هذا فمراده بقوله : " إني لا أكاد أدرك الصلاة " أي : لا أقرب من الصلاة في الجماعة بل أتأخر عنها أحيانا من أجل التطويل ، وسيأتي تحرير هذا في موضعه في الصلاة ، ويأتي الخلاف في اسم الشاكي والمشكو .

قوله : ( أشد غضبا ) قيل إنما غضب لتقدم نهيه عن ذلك .

قوله : ( وذا الحاجة ) كذا للأكثر ، وفي رواية القابسي : " وذو الحاجة " وتوجيهه أنه عطف على موضع اسم إن قبل دخولها ، أو هو استئناف .

التالي السابق


الخدمات العلمية