صفحة جزء
باب الصدقة قبل الرد

1345 حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها يقول الرجل لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما اليوم فلا حاجة لي بها
[ ص: 331 ] قوله : ( باب الصدقة قبل الرد ، قال الزين بن المنير ما ملخصه : مقصوده بهذه الترجمة الحث على التحذير من التسويف بالصدقة ، لما في المسارعة إليها من تحصيل النمو المذكور . قيل : لأن التسويف بها قد يكون ذريعة إلى عدم القابل لها إذ لا يتم مقصود الصدقة إلا بمصادفة المحتاج إليها ، وقد أخبر الصادق أنه سيقع فقد الفقراء المحتاجين إلى الصدقة بأن يخرج الغني صدقته فلا يجد من يقبلها . فإن قيل : إن من أخرج صدقته مثاب على نيته ولو لم يجد من يقبلها ، فالجواب أن الواجد يثاب ثواب المجازاة والفضل ، والناوي يثاب ثواب الفضل فقط ، والأول أربح ، والله أعلم .

ثم ذكر المصنف في الباب أربعة أحاديث في كل منها الإنذار بوقوع فقدان من يقبل الصدقة .

أولها حديث حارثة بن وهب ، وهو الخزاعي .

قوله : ( فإنه يأتي عليكم زمان ) سيأتي بعد سبعة أبواب - من وجه آخر - بلفظ : " فسيأتي " .

قوله : ( يقول الرجل ) أي الذي يريد المتصدق أن يعطيه إياها .

قوله : ( فأما اليوم فلا حاجة لي بها ) في رواية الكشميهني " فيها " ، والظاهر أن ذلك يقع في زمن كثرة المال وفيضه قرب الساعة كما قال ابن بطال ، ومن ثم أورده المصنف في كتاب الفتن كما سيأتي ، وهو بين من سياق

التالي السابق


الخدمات العلمية