صفحة جزء
باب الزيارة يوم النحر وقال أبو الزبير عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أخر النبي صلى الله عليه وسلم الزيارة إلى الليل ويذكر عن أبي حسان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منى

1645 وقال لنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه طاف طوافا واحدا ثم يقيل ثم يأتي منى يعني يوم النحر ورفعه عبد الرزاق أخبرنا عبيد الله
[ ص: 663 ] قوله : ( باب الزيارة يوم النحر ) أي زيارة الحاج البيت للطواف به ، وهو طواف الإفاضة ، ويسمى أيضا طواف الصدر وطواف الركن .

قوله : ( وقال أبو الزبير إلخ ) وصله أبو داود ، والترمذي ، وأحمد من طريق سفيان وهو الثوري ، عن أبي الزبير به ، قال ابن القطان الفاسي : هذا الحديث مخالف لما رواه ابن عمر ، وجابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طاف يوم النحر نهارا . انتهى . فكأن البخاري عقب هذا بطريق أبي حسان ليجمع بين الأحاديث بذلك ، فيحمل حديث جابر ، وابن عمر على اليوم الأول ، وحديث ابن عباس هذا على بقية الأيام .

قوله : ( ويذكر عن أبي حسان ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت أيام منى ) وصله الطبراني من طريق قتادة عنه ، وقال ابن المديني في : " العلل " روى قتادة حديثا غريبا لا نحفظه عن أحد من أصحاب قتادة إلا من حديث هشام ، فنسخته من كتاب ابنه معاذ بن هشام ولم أسمعه منه عن أبيه عن قتادة حدثني أبو حسان ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور البيت كل ليلة ما أقام بمنى . وقال الأثرم قلت لأحمد تحفظ عن قتادة ؟ فذكر هذا الحديث فقال : كتبوه من كتاب معاذ ، قلت : فإن هنا إنسانا يزعم أنه سمعه من معاذ ، فأنكر ذلك . وأشار الأثرم بذلك إلى إبراهيم بن محمد بن عرعرة فإن من طريقه أخرجه الطبراني بهذا الإسناد ، وأبو حسان اسمه مسلم بن عبد الله قد أخرج له مسلم حديثا غير هذا عن ابن عباس وليس هو من شرط البخاري . ولرواية أبي حسان هذه شاهد مرسل [ ص: 664 ] أخرجه ابن أبي شيبة ، عن ابن عيينة " حدثنا ابن طاوس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفيض كل ليلة .

قوله : ( وقال لنا أبو نعيم إلخ ) ثم قال ( رفعه عبد الرزاق حدثنا عبيد الله ) وصله ابن خزيمة ، والإسماعيلي من طريق عبد الرزاق بلفظ أبي نعيم وزاد في آخره " ويذكر - أي ابن عمر - أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله " وفيه التنصيص على الرجوع إلى منى بعد القيلولة في يوم النحر ، ومقتضاه أن يكون خرج منها إلى مكة لأجل الطواف قبل ذلك .

ثم ذكر المصنف حديث أبي سلمة أن عائشة قالت : حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضنا يوم النحر " أي طفنا طواف الإفاضة ، وهو مطابق للترجمة ، وذكر فيه قصة صفية وسيأتي الكلام عليه في : " باب إذا حاضت المرأة بعدما أفاضت " قريبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية