صفحة جزء
باب إذا رأى المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال

1726 حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم فأنبئنا بعدو بغيقة فتوجهنا نحوهم فبصر أصحابي بحمار وحش فجعل بعضهم يضحك إلى بعض فنظرت فرأيته فحملت عليه الفرس فطعنته فأثبته فاستعنتهم فأبوا أن يعينوني فأكلنا منه ثم لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم وخشينا أن نقتطع أرفع فرسي شأوا وأسير عليه شأوا فلقيت رجلا من بني غفار في جوف الليل فقلت أين تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تركته بتعهن وهو قائل السقيا فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيته فقلت يا رسول الله إن أصحابك أرسلوا يقرءون عليك السلام ورحمة الله وبركاته وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك فانظرهم ففعل فقلت يا رسول الله إنا اصدنا حمار وحش وإن عندنا فاضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابهكلوا وهم محرمون
قوله : ( باب إذا رأى المحرمون صيدا فضحكوا ففطن الحلال ) أي : لا يكون ذلك منهم إشارة له إلى الصيد فيحل لهم أكل الصيد ، ويجوز كسر الطاء من فطن وفتحها .

[ ص: 33 ] قوله : ( عن يحيى ) هو ابن أبي كثير .

قوله : ( وأنبئنا ) بضم أوله أي : أخبرنا .

قوله : ( فبصر ) بفتح الموحدة وضم المهملة ، وفي رواية الكشميهني " فنظر " بنون وظاء مشالة ، وعلى هذا فدخول الباء في قوله : " بحمار وحش " مشكل ، إلا أن يقال : ضمن " نظر " معنى " بصر " ، أو " الباء " بمعنى " إلى " على مذهب من يقول إنها تتناوب .

قوله : ( إنا اصدنا ) بتشديد المهملة والدال للأكثر بالإدغام ، وأصله " اصطدنا " فأبدلت الطاء مثناة ، ثم أدغمت ، ولبعضهم بتخفيف الصاد وسكون الدال ، أي : أثرنا من الإصاد وهو الإثارة . ولبعضهم : " صدنا " بغير ألف .

وحدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا صالح بن كيسان ، ، عن أبي محمد ، ، عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال : كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقاحة ، ومنا المحرم ، ومنا غير المحرم ، فرأيت أصحابي يتراءون شيئا ، فنظرت فإذا حمار وحش - يعني : وقع سوطه - فقالوا : لا نعينك عليه بشيء ؛ إنا محرمون . فتناولته فأخذته ، ثم أتيت الحمار من وراء أكمة فعقرته ، فأتيت به أصحابي ، فقال بعضهم : كلوا ، وقال بعضهم : لا تأكلوا . فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أمامنا فسألته فقال : كلوه حلال قال لنا عمرو : اذهبوا إلى صالح فسلوه عن هذا وغيره . وقدم علينا هاهنا .

التالي السابق


الخدمات العلمية