صفحة جزء
باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر فيه عن عبادة

1913 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا أبو سهيل عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان
[ ص: 306 ] قوله : ( باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر ) في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ، ثم في العشر الأخير منه ، ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها ، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها . وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي ، منها في صحيح مسلم عن أبي بن كعب : " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها " وفي رواية لأحمد من حديثه : " مثل الطست " ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد : " صافية " ومن حديث ابن عباس نحوه ، ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا : " ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة " ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا : " إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ، ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد ، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها ، ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا : " أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان ، إلا صبيحة ليلة القدر " وله من حديث جابر بن سمرة مرفوعا : " ليلة القدر ليلة مطر وريح " ولابن خزيمة من حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر : " وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة ، تتضح كواكبها ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " ومن طريق قتادة أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا : " إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى " وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد : " لا يرسل فيها شيطان ، ولا يحدث فيها داء " ومن طريق الضحاك : " يقبل الله التوبة فيها من كل تائب ، وتفتح فيها أبواب السماء ، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها " [ ص: 307 ] وذكر الطبري عن قوم أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها . وأن كل شيء يسجد فيها . وروى البيهقي في " فضائل الأوقات " من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمعه يقول : إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة . وروى ابن عبد البر من طريق زهرة بن معبد نحوه .

قوله : ( فيه عبادة ) أي : يدخل في هذا الباب حديث عبادة بن الصامت ، وأشار إلى ما أخرجه في الباب الذي يليه بلفظ : التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة ، ثم ذكر المصنف في الباب ثلاثة أحاديث

أورده من وجهين وفصل بينهما بحديث أبي سعيد ، فالوجه الأول : قوله : ( أبو سهيل ، عن أبيه ) هو نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي ، وليس لأبيه في الصحيح عن عائشة غير هذا الحديث ، والوجه الثاني : قوله : ( حدثنا يحيى ) هو القطان ( عن هشام ) هو ابن عروة ، ووقع في رواية يوسف القاضي في " كتاب الصيام " حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام أخرجه أبو نعيم من طريقه ومن طريق مسند أحمد عن يحيى أيضا ، وأخرجه الإسماعيلي من طريق ابن زنجويه عن أحمد فأدخل بين يحيى وهشام شعبة وهو غريب ، وقد أخرجه الإسماعيلي من وجهين عن يحيى عن هشام بغير واسطة مصرحا فيه بالتحديث بينهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية