صفحة جزء
باب الاعتكاف وخرج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين

1931 حدثني عبد الله بن منير سمع هارون بن إسماعيل حدثنا علي بن المبارك قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قلت هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر قال نعم اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان قال فخرجنا صبيحة عشرين قال فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين فقال إني أريت ليلة القدر وإني نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع فرجع الناس إلى المسجد وما نرى في السماء قزعة قال فجاءت سحابة فمطرت وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء حتى رأيت أثر الطين في أرنبته وجبهته
قوله : ( باب الاعتكاف وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة عشرين ) أورد فيه حديث أبي سعيد ، وقد تقدم الكلام عليه قريبا ، وكأنه أراد بالترجمة تأويل ما وقع في حديث مالك من قوله : " فلما كانت ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من اعتكافه صبيحتها " وقد تقدم توجيه ذلك وأن المراد بقوله : صبيحتها ، الصبيحة التي قبلها ، قال ابن بطال : هو مثل قوله تعالى : لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها [ ص: 330 ] فأضاف الضحى إلى العشية وهو قبلها ، وكل شيء متصل بشيء فهو مضاف إليه سواء كان قبله أو بعده .

قوله : ( أريت ) بضم أوله وكسر الراء ، وفي رواية الكشميهني : " رأيت " بتقديم الراء وفتحها .

قوله : ( نسيتها ) بفتح النون وللكشميهني بضمها وتثقيل السين .

قوله : ( رأيت أني أسجد ) في رواية الكشميهني : " رأيت أن أسجد " قال القفال : معناه أنه رأى من يقول له في النوم : ليلة القدر ليلة كذا وكذا ، وعلامتها كذا وكذا ، وليس معناه أنه رأى ليلة القدر نفسها ثم نسيها ؛ لأن مثل ذلك لا ينسى . قلت : وقد تقدم للمصنف أن جبريل هو المخبر له بذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية