صفحة جزء
باب إذا قال رجل لعبده هو لله ونوى العتق والإشهاد في العتق

2393 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير عن محمد بن بشر عن إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه لما أقبل يريد الإسلام ومعه غلامه ضل كل واحد منهما من صاحبه فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك فقال أما إني أشهدك أنه حر قال فهو حين يقول

يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت


[ ص: 193 ] قوله : ( باب إذا قال ) أي الشخص ( لعبده ) وفي رواية الأصيلي وكريمة " إذا قال رجل لعبده " . ( هو لله ونوى العتق ) أي صح .

قوله : ( والإشهاد في العتق ) قيل هو بجر الإشهاد ، أي وباب الإشهاد في العتق ، وهو مشكل لأنه إن قدر منونا احتاج إلى خبر ، وإلا لزم حذف التنوين من الأول ليصح العطف عليه وهو بعيد ، والذي يظهر أن يقرأ " والإشهاد " بالضم فيكون معطوفا على " باب " لا على ما بعده ، وباب بالتنوين ، ويجوز أن يكون التقدير : وحكم الإشهاد في العتق . قال المهلب : لا خلاف بين العلماء إذا قال لعبده : هو لله ونوى العتق أنه يعتق ، وأما الإشهاد في العتق فهو من حقوق المعتق ، وإلا فقد تم العتق وإن لم يشهد .

قلت : وكأن المصنف أشار إلى تقييد ما رواه هشيم عن مغيرة " أن رجلا قال لعبده : أنت لله ، فسئل الشعبي وإبراهيم وغيرهما فقالوا : هو حر " أخرجه ابن أبي شيبة ، فكأنه قال : محل ذلك إذا نوى العتق ، وإلا فلو قصد أنه لله بمعنى غير العتق لم يعتق .

قوله : ( عن إسماعيل ) هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم ، ورجاله كوفيون إلا الصحابي .

قوله : ( لما أقبل يريد الإسلام ) ظاهره أنه لم يكن أسلم بعد .

قوله : ( ومعه غلامه ) لم أقف على اسمه .

قوله : ( ضل كل واحد ) أي ضاع .

قوله : ( فهو حين يقول ) أي الوقت الذي وصل فيه إلى المدينة ، وقوله في الطريق الثانية ( قلت في الطريق ) أي عند انتهائه ، وظاهره أن الشعر من نظم أبي هريرة ، وقد نسبه بعضهم إلى غلامه حكاه ابن التين ، وحكى الفاكهي في " كتاب مكة " عن مقدم بن حجاج السوائي أن البيت المذكور لأبي مرثد الغنوي في قصة له ، فعلى هذا فيكون أبو هريرة قد تمثل به .

قوله في الشعر ( يا ليلة ) كذا في جميع الروايات ، قال الكرماني : ولا بد من إثبات فاء أو واو في أوله ليصير موزونا ، وفيه نظر لأن هذا يسمى في العروض الخرم بالمعجمة المفتوحة والراء الساكنة ، وهو أن يحذف من أول الجزء حرف من حروف المعاني ، وما جاز حذفه لا يقال لا بد من إثباته ، وذلك أمر معروف عند أهله .

[ ص: 194 ] قوله : ( وعنائها ) بفتح العين وبالنون والمد أي تعبها ، و ( دارة الكفر ) الدارة أخص من الدار ، وقد كثر استعمالها في أشعار العرب كقول امرئ القيس :

ولا سيما يوما بدارة جلجل

.

التالي السابق


الخدمات العلمية