صفحة جزء
باب عتق المشرك

2401 حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام أخبرني أبي أن حكيم بن حزام رضي الله عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة قال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها يعني أتبرر بها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك من خير
قوله : ( باب عتق المشرك ) يحتمل أن يكون مضافا إلى الفاعل أو المفعول ، وعلى الثاني جرى ابن بطال فقال : لا خلاف في جواز عتق المشرك تطوعا ، وإنما اختلفوا في عتقه عن الكفارة ، وحديث الباب في قصة حكيم بن حزام حجة في الأول ، لأن حكيما لما أعتق وهو كافر لم يحصل له الأجر إلا بإسلامه فمن فعل ذلك وهو مسلم لم يكن بدونه بل أولى ا هـ ، وقال ابن المنير : الذي يظهر أن مراد البخاري أن المشرك إذا أعتق [ ص: 201 ] مسلما نفذ عتقه وكذا إذا أعتق كافرا فأسلم العبد ، قال : وأما قوله : " أسلمت على ما سلف لك من خير " فليس المراد به صحة التقرب منه في حال كفره ، وإنما تأويله أن الكافر إذا فعل ذلك انتفع به إذا أسلم لما حصل له من التدرب على فعل الخير فلم يحتج إلى مجاهدة جديدة ، فيثاب بفضل الله عما تقدم بواسطة انتفاعه بذلك بعد إسلامه انتهى . وقد قدمت لذلك أجوبة أخرى في كتاب الزكاة مع الكلام على بقية فوائد الحديث المذكور .

قوله : ( أن حكيم بن حزام أعتق ) ظاهر سياقه الإرسال لأن عروة لم يدرك زمن ذلك ، لكن بقية الحديث أوضحت الوصل وهي قوله : " قال : فسألت " ففاعل قال هو حكيم ، فكأن عروة قال : قال حكيم ، فيكون بمنزلة قوله : عن حكيم ، وقد أخرجه مسلم من طريق أبي معاوية عن هشام فقال : " عن أبيه عن حكيم " .

قوله : ( أتبرر بها ) بالموحدة وراءين الأولى ثقيلة ، أي أطلب بها البر وطرح الحنث ، وقد تقدم نقل الخلاف في ضبطه في الزكاة . وقوله : " يعني أتبرر " هو من تفسير هشام بن عروة راويه كما ثبت عند مسلم والإسماعيلي ، وقصر من زعم أنه تفسير البخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية