صفحة جزء
بسم الله الرحمن الرحيم كتاب الصلح باب ما جاء في الإصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وقول الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما وخروج الإمام إلى المواضع ليصلح بين الناس بأصحابه

2544 حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أناسا من بني عمرو بن عوف كان بينهم شيء فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه يصلح بينهم فحضرت الصلاة ولم يأت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء بلال فأذن بلال بالصلاة ولم يأت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إلى أبي بكر فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم حبس وقد حضرت الصلاة فهل لك أن تؤم الناس فقال نعم إن شئت فأقام الصلاة فتقدم أبو بكر ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في الصفوف حتى قام في الصف الأول فأخذ الناس بالتصفيح حتى أكثروا وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت في الصلاة فالتفت فإذا هو بالنبي صلى الله عليه وسلم وراءه فأشار إليه بيده فأمره أن يصلي كما هو فرفع أبو بكر يده فحمد الله وأثنى عليه ثم رجع القهقرى وراءه حتى دخل في الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إذا نابكم شيء في صلاتكم أخذتم بالتصفيح إنما التصفيح للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد إلا التفت يا أبا بكر ما منعك حين أشرت إليك لم تصل بالناس فقال ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 350 ] [ ص: 351 ] قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم . كتاب الصلح ) كذا للنسفي والأصيلي وأبي الوقت . ولغيرهم " باب " . وفي نسخة الصغاني " أبواب الصلح . باب ما جاء " وحذف هذا كله في رواية أبي ذر ، واقتصر على قوله : " ما جاء في الإصلاح بين الناس " وزاد عن الكشميهني " إذا تفاسدوا " .

والصلح أقسام : صلح المسلم مع الكافر ، والصلح بين الزوجين ، والصلح بين الفئة الباغية والعادلة ، والصلح بين المتغاضبين كالزوجين ، والصلح في الجراح كالعفو على مال ، والصلح لقطع الخصومة إذا وقعت المزاحمة إما في الأملاك أو في المشتركات كالشوارع ، وهذا الأخير هو الذي يتكلم فيه أصحاب الفروع ، وأما المصنف فترجم هنا لأكثرها .

قوله : ( وقول الله عز وجل : لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف إلى آخر الآية ) التقدير إلا نجوى من إلخ فإن في ذلك الخير ، ويحتمل أن يكون الاستثناء منقطعا أي لكن من أمر بصدقة إلخ فإن في نجواه الخير ، وهو ظاهر في فضل الإصلاح .

قوله : ( وخروج الإمام ) إلى آخر بقية الترجمة . ثم ذكر المصنف حديثين .

أحدهما : حديث سهل بن سعد في ذهابه - صلى الله عليه وسلم - إلى الإصلاح بين بني عمرو بن عوف ، وقد تقدم شرحه مستوفى في كتاب الإمامة ، وهو ظاهر فيما ترجم له . ثانيهما حديث أنس في المعنى .

التالي السابق


الخدمات العلمية