صفحة جزء
باب الصلح مع المشركين فيه عن أبي سفيان وقال عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر وفيه سهل بن حنيف وأسماء والمسور عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال موسى بن مسعود حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل ويقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم قال أبو عبد الله لم يذكر مؤمل عن سفيان أبا جندل وقال إلا بجلب السلاح

2554 حدثنا محمد بن رافع حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ولا يحمل سلاحا عليهم إلا سيوفا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج
[ ص: 359 ] قوله : ( باب الصلح مع المشركين ) أي حكمه أو كيفيته أو جوازه ، وسيأتي شرحه وبيانه في كتاب الجزية والموادعة مع المشركين بالمال وغيره .

قوله : ( فيه ) أي يدخل في هذا الباب .

قوله : ( عن أبي سفيان ) يشير إلى حديث أبي سفيان صخر بن حرب في شأن هرقل ، وقد تقدم بطوله في أول الكتاب ، والغرض منه قوله في أوله : " إن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش في المدة التي هادن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفار قريش " الحديث . وقوله فيه " ونحن منه في مدة لا ندري ما هـو صانع فيها " .

قوله : ( وقال عوف بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر ) هذا طرف من حديث وصله المؤلف بتمامه في الجزية من طريق أبي إدريس الخولاني عنه ، وسيأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى .

وقوله : " وفيه سهل بن حنيف : لقد رأيتنا يوم أبي جندل " هو أيضا طرف من حديث وصله أيضا في أواخر الجزية ، لم يقع في رواية غير أبي ذر والأصيلي " لقد رأيتنا يوم أبي جندل " .

قوله : ( وأسماء والمسور ) أما حديث أسماء وهي بنت أبي بكر فكأنه يشير إلى حديثها الماضي في الهبة [ ص: 360 ] قالت : " قدمت على أمي راغبة في عهد قريش " الحديث . وأما حديث المسور فسيأتي موصولا في الشروط .

قوله : ( وقال موسى بن مسعود ) هو أب حذيفة النهدي ، وطريقه هذه وصلها أبو عوانة في صحيحه عن محمد بن حيوة عنه ، ووصلها أيضا الإسماعيلي والبيهقي وغيرهما .

وحديث البراء المذكور يأتي شرحه في عمرة القضاء مستوفى إن شاء الله تعالى . وقوله فيه ( يحجل ) بفتح أوله وسكون المهملة وضم الجيم - أي يمشي مثل الحجلة الطير المعروف يرفع رجلا ويضع أخرى ، وقيل هو كناية عن تقارب الخطا .

قوله : ( قال أبو عبد الله : لم يذكر مؤمل عن سفيان أبا جندل ، وقال : إلا بجلب السلاح ) يعني أن مؤملا وهو ابن إسماعيل تابع أبا حذيفة في رواية هذا الحديث عن سفيان وهو الثوري لكنه لم يذكر قصة أبي جندل وقال : " بجلب " بدل قوله : " بجلبان " ، وجلب بضم الجيم واللام وتشديد الموحدة وذكرها الخطابي بالتخفيف جمع جلبة ، وأما جلبان فضبطه ابن قتيبة وابن دريد وجماعة بضمتين وتشديد الموحدة ، وضبطه ثابت في " الدلائل " وأبو عبيد الهروي بسكون اللام مع التخفيف ، ونقل عن بعض المتقنين أنه بالراء بدل اللام مع التشديد وكأنه جمع جراب ، لكن لم يقع في رواية الصحيح إلا باللام ، ووقع في نسخة متقنة بكسر الجيم واللام مع التشديد ، وهو خلاف ما اتفق عليه أهل اللغة والعربية فلا تغتر بذلك . وطريق مؤمل هذه وصلها أحمد في مسنده عنه ، ورويناها بعلو في " الحلية " وغيرها . ومن فوائدها تصريح سفيان بتحديث أبي إسحاق له وبتحديث البراء لأبي إسحاق .

ثم ذكر المصنف في الباب حديث ابن عمر في قصة صلح الحديبية سيأتي شرحه في عمرة القضاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية