صفحة جزء
باب اللهو بالحراب ونحوها

2745 حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينا الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم بحرابهم دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها فقال دعهم يا عمر وزاد علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر في المسجد
قوله : ( باب اللهو بالحراب ونحوها ) أي من آلات الحرب ، وكأنه يشير بقوله ونحوها إلى ما روى أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث عقبة بن عامر مرفوعا " ليس من اللهو " - أي مشروع أو مطلوب - إلا تأديب الرجل فرسه وملاعبته أهله ورميه بقوسه ونبله .

ثم أورد فيه حديث أبي هريرة " بينا الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم " الحديث ، ولم يقع في هذه الرواية ذكر الحراب . وكأنه أشار إلى ما ورد في بعض طرقه كما تقدم بيانه في " باب أصحاب الحراب في المسجد " من كتاب الصلاة وذكرنا فوائده هناك ، وفي كتاب العيدين ، قال ابن التين يحتمل أن يكون عمر لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلم أنه رآهم ، أو ظن أنه رآهم واستحيا أن يمنعهم ، وهذا أولى لقوله في الحديث " وهم يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم " . قلت : وهذا لا يمنع الاحتمال المذكور أولا ، ويحتمل أن يكون إنكاره لهذا شبيه إنكاره على المغنيتين ، وكان من شدته في الدين ينكر خلاف الأولى ، والجد في الجملة أولى من اللعب المباح . وأما النبي صلى الله عليه وسلم فكان بصدد بيان الجواز . وقوله : زاد علي حدثنا عبد الرزاق " وقع في رواية الكشميهني " زادنا علي .

التالي السابق


الخدمات العلمية