صفحة جزء
باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق فيه سهل وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه يزيد عن سلمة

2870 حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص حدثنا أبو إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     فأنزلن سكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا     إن الأعداء قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا

يرفع بها صوته

[ ص: 186 ] قوله : ( باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من يخشى معرته ) بفتح الميم والمهملة وتشديد الراء أي شره وفساده .

قوله : ( وقال الليث إلى آخره ) وصله الإسماعيلي من طريق يحيى بن بكير وأبي صالح كلاهما عن الليث وقد علق المصنف طرفا منه في أواخر الجنائز كما مضى ، وسيأتي شرحه قريبا بعد ستة عشر بابا .

قوله : ( باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق ) الرجز بفتح الراء والجيم والزاي من بحور الشعر على الصحيح ، وجرت عادة العرب باستعماله في الحرب ليزيد في النشاط ويبعث الهمم ، وفيه جواز تمثل النبي صلى الله عليه وسلم بشعر غيره ، وسيأتي بسط ذلك في أوائل المغازي إن شاء الله تعالى . وفيه جواز رفع الصوت في عمل الطاعة لينشط نفسه وغيره .

قوله : ( فيه سهل وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه يزيد عن سلمة ) أما حديث سهل وهو ابن سعد فوصله في غزوة الخندق وفيه اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة وسيأتي ، وأما حديث أنس فقد تقدم موصولا في " باب حفر الخندق " في أوائل الجهاد ، وفيه مثل ذلك أيضا بزيادة . وأما حديث يزيد وهو ابن أبي عبيد عن سلمة وهو ابن الأكوع فسيأتي في غزوة خيبر وفيه اللهم لولا أنت ما اهتدينا وقصة عامر بن الأكوع وسيأتي أيضا بعد أربعة أبواب ارتجاز سلمة أيضا بقوله " واليوم يوم الرضع " .

وقوله هنا في حديث البراء " إن العدا قد بغوا علينا " يأتي الكلام عليه في كتاب التمني عقب كتاب الأحكام وكأن المصنف أشار في الترجمة بقوله " ورفع الصوت في حفر الخندق " إلى أن كراهة رفع الصوت في الحرب مختصة بحالة القتال ، وذلك فيما أخرجه أبو داود من طريق قيس بن عباد قال " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال " .

التالي السابق


الخدمات العلمية