صفحة جزء
3106 حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا ابن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجنح الليل أو قال جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا
الثاني عشر حديث جابر ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري المذكور في السند هو من شيوخ البخاري ، وحدث عنه هنا بواسطة .

قوله : ( إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل ) في رواية الكشميهني " أو قال جنح الليل " وهو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى إقباله بعد غروب الشمس ، يقال جنح الليل أقبل واستجنح حان جنحه أو وقع وحكى عياض أنه وقع في رواية أبي ذر " استنجع " بالعين المهملة بدل الحاء وهو تصحيف ، وعند الأصيلي " أول الليل " بدل قوله أو كان جنح الليل ، و " كان " في قوله : " وكان جنح الليل " تامة أي حصل .

قوله : ( فخلوهم ) كذا للأكثر بفتح الخاء المعجمة ، وللسرخسي بضم الحاء المهملة ، قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت . والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ، لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد . ولهذا قال في حديث أبي ذر فما يقطع الصلاة قال : الكلب الأسود شيطان أخرجه مسلم .

قوله : ( وأغلق بابك ) هو خطاب لمفرد ، والمراد به كل أحد ، فهو عام بحسب المعنى ، ولا شك أن مقابلة المفرد بالمفرد تفيد التوزيع ، وسيأتي بقية الكلام على فوائد هذا الحديث في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية