صفحة جزء
3138 حدثنا مسدد حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما رفعه قال خمروا الآنية وأوكوا الأسقية وأجيفوا الأبواب واكفتوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فإن للشياطين
الثاني عشر حديث جابر :

قوله : ( حدثنا كثير ) هو ابن شنظير - بكسر المعجمة وسكون النون بعدها ظاء معجمة - بصري قد قال فيه ابن معين : ليس بشيء ، قال الحاكم : مراده بذلك أنه ليس له من الحديث ما يشتغل به . وقد قال فيه ابن معين مرة : صالح ، وكذا قال أحمد . وقال ابن عدي : أرجو أن تكون أحاديثه مستقيمة . قلت وما له في البخاري سوى هذا الحديث ، وقد توبع عليه كما تراه في آخر الحديث ، وآخر في السلام على المصلي ، وله متابع عند مسلم من رواية أبي الزبير عن جابر .

قوله : ( رفعه ) كذا هنا ، ووقع عند الإسماعيلي من وجهين عن حماد بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قوله : ( خمروا الآنية ) أي غطوها . ومضى في الرواية التي في صفة إبليس وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو أن تعرض عليه شيئا وهو بضم الراء وبكسرها وسيأتي مزيد لذلك في الأشربة .

قوله : ( وأوكئوا ) بكسر الكاف بعدها همزة أي اربطوها وشدوها ، والوكاء اسم ما يسد به فم القربة .

قوله : ( وأجيفوا ) بالجيم والفاء أي أغلقوها تقول : أجفت الباب إذا أغلقته . وقال القزاز : تقول جفأت الباب أغلقته . قال ابن التين : لم أر من ذكره هكذا غيره ، وفيه نظر فإن أجيفوا لامه فاء ، وجفأت لامه همزة . زاد في الرواية الماضية وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله ، فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا

قوله : ( واكفتوا ) بهمزة وصل وكسر الفاء ويجوز ضمها بعدها مثناة أي ضموهم إليكم ، والمعنى امنعوهم من الحركة في ذلك الوقت .

قوله : ( عند المساء ) في الرواية المتقدمة في هذا الباب إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم

قوله : ( فإن للجن انتشارا وخطفة ) بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والفاء ، في الرواية الماضية فإن الشياطين تنتشر حينئذ وإذا ذهبت ساعة من الليل وفي رواية الكشميهني " فإذا ذهب " وكأنه ذكره باعتبار الوقت .

قوله : ( فإن الفويسقة ) هي الفأرة قد تقدم تفسير ذلك في الحج .

قوله : ( اجترت ) بالجيم وتشديد الراء ، في رواية الإسماعيلي " ربما جرت " وسيأتي في الاستئذان حديث ابن عمر مرفوعا لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون قال النووي هذا عام يدخل فيه نار السراج وغيره ، وأما القناديل المعلقة فإن خيف بسببها حريق دخلت في ذلك ، وإن حصل الأمن منها كما هو الغالب [ ص: 411 ] فلا بأس بها لانتفاء العلة . وقال القرطبي : جميع أوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة ، ويحتمل أن تكون للندب ، ولا سيما في حق من يفعل ذلك بنية امتثال الأمر . وقال ابن العربي : ظن قوم أن الأمر بغلق الأبواب عام في الأوقات كلها ، وليس كذلك وإنما هو مقيد بالليل ; وكأن اختصاص الليل بذلك لأن النهار غالبا محل التيقظ بخلاف الليل ، والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار .

قوله : ( قال ابن جريج وحبيب عن عطاء فإن للشياطين ) يعني أن ابن جريج وحبيبا - وهو المعلم - رويا هذا الحديث عن عطاء عن عائشة كما رواه كثير بن شنظير ، إلا أنهما قالا في روايتهما : فإن للشيطان " بدل قول كثير في روايته " فإن للجن " ورواية ابن جريج قد تقدمت موصولة في أوائل هذا الباب ، ورواية حبيب وصلها أحمد وأبو يعلى من طريق حماد بن سلمة عن حبيب المذكور .

التالي السابق


الخدمات العلمية