صفحة جزء
باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بني أرفدة

3337 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان وتدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن
[ ص: 639 ] قوله : ( باب قصة الحبش وقول النبي صلى الله عليه وسلم يا بني أرفدة ) هو بفتح الهمزة وسكون الراء وكسر الفاء اسم لجد لهم . وقيل : معنى أرفدة الأمة ، وقد تقدم شيء من ذلك في أبواب العيدين . والحبش هم الحبشة يقال إنهم من ولد حبش بن كوش بن حام بن نوح ، وهم مجاورون لأهل اليمن يقطع بينهم البحر ، وقد غلبوا على اليمن قبل الإسلام وملكوها ، وغزا أبرهة من ملوكهم الكعبة ومعه الفيل ، وقد ذكر ابن إسحاق قصته مطولة ، وأخرجها الحاكم ثم البيهقي من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس ملخصة ، وإلى هذا القدر أشار المصنف بذكرهم في مقدمة السيرة النبوية ، واستدل قوم من الصوفية بحديث الباب على جواز الرقص وسماع آلات الملاهي ، وطعن فيه الجمهور باختلاف المقصدين ، فإن لعب الحبشة بحرابهم كان للتمرين على الحرب فلا يحتج به للرقص في اللهو ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية