صفحة جزء
باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم

3349 حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه وقال بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي وعلي يضحك
[ ص: 652 ] [ ص: 653 ] [ ص: 654 ] [ ص: 655 ] قوله : ( باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ) أي خلقه وخلقه . وأورد فيه أربعة وعشرين حديثا :

الأول حديث أبي بكر المشتمل على أن الحسن بن علي كان يشبه جده صلى الله عليه وسلم .

قوله : ( عن ابن أبي مليكة ) في رواية الإسماعيلي " أخبرني " وفي أخرى " حدثني ابن أبي مليكة " .

قوله : ( عن عقبة بن الحارث ) في رواية الإسماعيلي " أخبرني عقبة بن الحارث " .

[ ص: 656 ] قوله : ( صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر ثم خرج يمشي ) زاد الإسماعيلي في رواية " بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بليال ، وعلي يمشي إلى جانبه " .

قوله : ( بأبي ) فيه حذف تقديره أفديه بأبي ، ووقع في رواية الإسماعيلي " وارتجز فقال : وابأبي ، شبيه بالنبي " وفي تسمية هذا رجزا نظر ، لأنه ليس بموزون ، وكأنه أطلق على السجع رجزا . ووقع من بعض الرواة تغيير وتصحيف رواية الأصل ، ولعلها كانت " وابأبي وابأبي " كما دلت عليه رواية الإسماعيلي المذكورة ، فهذا يكون من مجزوء الرجز ، لكن قوله : " شبيه بالنبي " يحتاج إلى شيء قبله ، فلعله كان شخص أو أنت شبيه بالنبي صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك ، وأما الثالث فموزون .

قوله : ( وعلي يضحك ) في رواية الإسماعيلي " وعلي يتبسم " أي رضا بقول أبي بكر وتصديقا له . وقد وافق أبا بكر على أن الحسن كان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم أبو جحيفة كما سيأتي في الحديث الذي بعده ، ووقع في حديث أنس كما سيأتي في المناقب أن الحسين بن علي كان أشبههم بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي وجه التوفيق بينهما في المناقب إن شاء الله تعالى ، وأذكر فيه من شاركهما في ذلك إن شاء الله تعالى . وفي الحديث فضل أبي بكر ومحبته لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيأتي في المناقب قوله : " لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي " وفيه ترك الصبي المميز يلعب ، لأن الحسن إذ ذاك كان ابن سبع سنين ، وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه ، ولعبه محمول على ما يليق بمثله في ذلك الزمان من الأشياء المباحة ، بل على ما فيه تمرين وتنشيط ونحو ذلك . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية