صفحة جزء
باب مناقب الزبير بن العوام وقال ابن عباس هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم وسمي الحواريون لبياض ثيابهم

3512 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال أخبرني مروان بن الحكم قال أصاب عثمان بن عفان رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش قال استخلف قال وقالوه قال نعم قال ومن فسكت فدخل عليه رجل آخر أحسبه الحارث فقال استخلف فقال عثمان وقالوا فقال نعم قال ومن هو فسكت قال فلعلهم قالوا الزبير قال نعم قال أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 100 ] قوله : ( باب مناقب الزبير بن العوام ) أي ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، يجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصي ، وعدد ما بينهما من الآباء سواء ، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان يكنى أبا عبد الله ، وروى الحاكم بإسناد صحيح عن عروة قال : أسلم الزبير وهو ابن ثماني سنين .

قوله : ( وقال ابن عباس : هو حواري النبي - صلى الله عليه وسلم ) هو طرف من حديث سيأتي في تفسير " براءة " من طريق ابن أبي مليكة عن ابن عباس ، ولهذا الحديث طرق من أغربها ما أخرجه الزبير بن بكار من مرسل أبي الخير مرثد بن اليزني بلفظ حواريي من الرجال الزبير ومن النساء عائشة ورجاله موثقون لكنه مرسل .

قوله : ( وسمي الحواريون لبياض ثيابهم ) وصله ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس به وزاد " إنهم كانوا صيادين " وإسناده صحيح إليه ، وأخرج عن الضحاك أن الحواري هو الغسال بالنبطية ، لكنهم يجعلون الحاء هاء . وعن قتادة : الحواري هو الذي يصلح للخلافة وعنه : هو الوزير ، وعن ابن عيينة : هو الناصر ، أخرجه الترمذي وغيره عنه . وعند الزبير بن بكار من طريق مسلمة بن عبد الله بن عروة مثله ، وهذه الثلاثة الأخيرة متقاربة . وقال الزبير عن محمد بن سلام : سألت يونس بن حبيب عن الحواري ، قال : الخالص . وعن ابن الكلبي الحواري : الخليل .

قوله : ( سنة الرعاف ) كان ذلك سنة إحدى وثلاثين أشار إلى ذلك عمر بن شبة في " كتاب المدينة " وأفاد أن عثمان كتب العهد بعده لعبد الرحمن بن عوف ، واستكتم ذلك حمران كاتبه ، فوشى حمران بذلك إلى عبد الرحمن ، فعاتب عثمان على ذلك ، فغضب عثمان على حمران فنفاه من المدينة إلى البصرة ، ومات عبد الرحمن بعد ستة أشهر ، وكانت وفاته سنة اثنتين وثلاثين .

قوله : ( فدخل عليه رجل من قريش ) لم أقف على اسمه .

قوله : ( فدخل عليه رجل آخر أحسبه الحارث ) أي ابن الحكم وهو أخو مروان راوي الخبر ، ووقع منسوبا كذلك في " مشيخة يوسف بن خليل الحافظ " من طريق سويد بن سعيد عن علي بن مسهر بسند حديث [ ص: 101 ] الباب ، وقد شهد الحارث بن الحكم المذكور حصار عثمان ، وعاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية . وفي " نسب قريش للزبير " أنه تحاكم مع خصم له إلى أبي هريرة .

قوله : ( فلعلهم قالوا إنه الزبير ) لم أقف على اسم من قال ذلك .

قوله : ( إنه ما علمت ) سيأتي ما فيه .

قوله : ( إن كان لخيرهم ما علمت ) " ما " مصدرية أي في علمي ، ويحتمل أن تكون موصولة وهو خبر مبتدأ محذوف ، قال الداودي : يحتمل أن يكون المراد الخيرية في شيء مخصوص كحسن الخلق ، وإن حمل على ظاهره ففيه ما يبين أن قول ابن عمر " ثم نترك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نفاضل بينهم " لم يرد به جميع الصحابة ، فإن بعضهم قد وقع منه تفضيل بعضهم على بعض وهو عثمان في حق الزبير . قلت : قول ابن عمر قيده بحياة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يعارض ما وقع منهم بعد ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية