صفحة جزء
باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر رضي الله عنهما

3594 حدثنا علي بن مسلم حدثنا حبان بن هلال حدثنا همام أخبرنا قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة وإذا نور بين أيديهما حتى تفرقا فتفرق النور معهما وقال معمر عن ثابت عن أنس إن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار وقال حماد أخبرنا ثابت عن أنس كان أسيد بن حضير وعباد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم
قوله : ( باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر ) هو أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي ، يكنى أبا يحيى وقيل غير ذلك ، ومات في سنة عشرين في خلافة عمر على الأصح . وعباد بن بشر هو ابن وقش كما سأبينه ، وفي تاريخ البخاري ومسند أبي يعلى وصححه الحاكم من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت : " ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر " .

قوله : ( إن رجلين ) ظهر من رواية معمر أن أسيد بن حضير أحدهما ، ومن رواية حماد أن الثاني عباد بن بشر ولذلك جزم به المؤلف في الترجمة وأشار إلى حديثهما ، فأما رواية معمر فوصلها عبد الرزاق في مصنفه عنه ، ومن طريق الإسماعيلي بلفظ " إن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه [ ص: 157 ] وسلم حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ، ثم خرجا وبيد كل منهما عصية ، فأضاءت عصا أحدهما حتى مشيا في ضوئها ، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت عصا الآخر فمشى كل منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله " وأما رواية حماد بن سلمة فوصلها أحمد والحاكم في " المستدرك " بلفظ " إن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة ظلماء حندس ، فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها ، فلما افترقت بهما الطريق أضاءت عصا الآخر " .

قوله : ( عباد بن بشر ) كذا للأكثر بكسر الموحدة وسكون المعجمة ، وفي رواية أبي الحسن القابسي " بشير " بفتح أوله وكسر ثانيه وزيادة تحتانية وهو غلط ، وفي الصحابة عباد بن بشر بن قيظي ، وعباد بن بشر بن نهيك ، وعباد بن بشر بن وقش ، وصاحب هذه القصة هو هذا الثالث ، ووهم من زعم خلاف ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية