صفحة جزء
3625 حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن القاسم كان يمشي بين يدي الجنازة ولا يقوم لها ويخبر عن عائشة قالت كان أهل الجاهلية يقومون لها يقولون إذا رأوها كنت في أهلك ما أنت مرتين
السابع قوله : ( إن القاسم ) هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق .

[ ص: 187 ] قوله : ( ولا يقوم لها ) أي الجنازة .

قوله : ( كان أهل الجاهلية يقومون لها ) ظاهره أن عائشة لم يبلغها أمر الشارع بالقيام لها ، فرأت أن ذلك من الأمور التي كانت في الجاهلية وقد جاء الإسلام بمخالفتهم ، وقد قدمت في الجنائز بيان الاختلاف في المسألة وهل نسخ هذا الحكم أم لا ؟ وعلى القول بأنه نسخ هل نسخ الوجوب وبقي الاستحباب أم لا ؟ أو مطلق الجواز ؟ واختار بعض الشافعية الأخير ، وأكثر الشافعية الكراهة ، وادعى المحاملي فيه الاتفاق ، وخالف المتولي فقال : يستحب ، واختاره النووي وقال : هذا من جملة الأحكام التي استدركتها عائشة على الصحابة لكن كان جانبهم فيها أرجح .

قوله : ( كنت في أهلك ما أنت مرتين ) أي يقولون ذلك مرتين و " ما " موصولة وبعض الصلة محذوف والتقدير : كنت في أهلك الذي كنت فيه أي الذي أنت فيه الآن كنت في الحياة مثله ؛ لأنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث بل كانوا يعتقدون أن الروح إذا خرجت تطير طيرا فإن كان ذلك من أهل الخير كان روحه من صالحي الطير وإلا فبالعكس ، ويحتمل أن يكون قولهم هذا دعاء للميت ، ويحتمل أن تكون " ما " نافية ولفظ " مرتين " من تمام الكلام أي لا تكوني في أهلك مرتين : المرة الواحدة التي كنت فيهم انقضت وليست بعائدة إليهم مرة أخرى . ويحتمل أن تكون " ما " استفهامية أي كنت في أهلك شريفة فأي شيء أنت الآن ؟ يقولون ذلك حزنا وتأسفا عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية