صفحة جزء
باب من قتل من المسلمين يوم أحد منهم حمزة بن عبد المطلب واليمان وأنس بن النضر ومصعب بن عمير

3850 حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أعز يوم القيامة من الأنصار قال قتادة وحدثنا أنس بن مالك أنه قتل منهم يوم أحد سبعون ويوم بئر معونة سبعون ويوم اليمامة سبعون قال وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوم اليمامة على عهد أبي بكر يوم مسيلمة الكذاب
[ ص: 434 ] قوله : ( باب من قتل من المسلمين يوم أحد ، منهم حمزة بن عبد المطلب واليمان والنضر بن أنس ومصعب بن عمير ) أما حمزة فتقدم ذكره في باب مفرد ، وأما اليمان وهو والد حذيفة فتقدم في آخر باب إذ همت طائفتان وأما النضر بن أنس فكذا وقع لأبي ذر عن شيوخه ، وكذا وقع عند النسفي ، وهو خطأ والصواب ما وقع عند الباقين " أنس بن النضر " وقد تقدم ذكره في أوائل الغزوة على الصواب ، فأما النضر بن أنس فهو ولده ، وكان إذ ذاك صغيرا ، وعاش بعد ذلك زمانا ، وقد تقدم في هذه الأبواب ممن استشهد بها عبد الله بن عمرو والد جابر ، ومن المشهورين عبد الله بن جبير أمير الرماة ، وسعد بن الزبير ومالك بن سنان والد أبي سعيد وأوس بن ثابت أخو حسان وحنظلة بن أبي عامر المعروف بغسيل الملائكة وخارجة بن زيد بن أبي زهير صهر أبي بكر الصديق وعمرو بن الجموح ، ولكل من هؤلاء قصة مشهورة عند أهل المغازي . ثم ذكر المصنف في الباب خمسة أحاديث : الأول حديث أنس

قوله : ( ما نعلم حيا من أحياء العرب أكثر شهيدا أغر ) كذا للكشميهني بغين معجمة ، ولغيره بالهمزة وراء ، ولغيره بالمهملة والزاي .

قوله : ( قال قتادة ) هو موصول بالإسناد المذكور ، وأراد بذلك الاستدلال على صحة قول الأول .

قوله : ( قتل منهم يوم أحد سبعون ) هذا هو المقصود بالذكر من هذا الحديث هنا ، وظاهره أن الجميع من الأنصار ، وهو كذلك إلا القليل . وقد سرد ابن إسحاق أسماء من استشهد من المسلمين بأحد فبلغوا خمسة وستين ، منهم أربعة من المهاجرين : حمزة وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان ومصعب بن عمير ، وأغفل ذكر سعد مولى حاطب ، وقد ذكره موسى بن عقبة . وروى الحاكم في " الإكليل " وابن منده من حديث أبي بن كعب قال : " قتل من الأنصار يوم أحد أربعة وستون ، ومن المهاجرين ستة " وصححه ابن حبان من هذا الوجه ، ولعل السادس ثقيف بن عمرو الأسلمي حليف بني عبد شمس فقد عده الواقدي منهم ، وعد ابن سعد ممن استشهد بأحد من غير الأنصار الحارث بن عقبة بن قابوس المزني وعمه وهب بن قابوس وعبد الله وعبد الرحمن ابني الهبيب بموحدتين مصغر من بني سعد بن ليث ومالكا والنعمان ابني خلف بن عوف الأسلميين قال : إنهما كانا طليعة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقتلا . قلت : ولعل هؤلاء كانوا من حلفاء الأنصار فعدوا فيهم ، فإن كانوا من غير المعدودين أولا فحينئذ تكمل العدة سبعين من الأنصار ، ويكون جملة من قتل من المسلمين أكثر من سبعين ، فمن قال : قتل منهم سبعون ألغى الكسر ، والله أعلم . وقد تقدم في أول هذه الغزوة النقل عن ابن إسحاق وغيره أن الاختلاف في عدد من قتل من المسلمين يومئذ .

قوله : ( ويوم بئر معونة سبعون ) سيأتي شرح ذلك قريبا ، ويوضح أن الجميع لم يكونوا من الأنصار ، بل كان بعضهم من المهاجرين مثل عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ونافع بن ورقاء الخزاعي وغيرهما .

قوله : ( ويوم اليمامة سبعون ) قد سرد أسماءهم الذين صنفوا في الردة كسيف ووثيمة .

[ ص: 435 ] قوله : ( وكان بئر معونة إلخ ) قائل ذلك قتادة ، قاله شرحا لحديث أنس ، وقد بينه أبو نعيم في " المستخرج " .

قوله : ( ويوم اليمامة على عهد أبي بكر ويوم مسيلمة الكذاب ) كذا بالواو وهي زائدة ؛ لأن يوم اليمامة هو يوم مسيلمة . ووقع عند أحمد من طريق حماد عن ثابت عن أنس نحو حديث قتادة في عدة من قتل من الأنصار وزاد : ويوم مؤتة سبعون ، وصححه أبو عوانة وأخرجه الحاكم في " الإكليل " ولفظه " عن أنس أنه كان يقول : يا رب سبعين من الأنصار يوم أحد ، وسبعين يوم بئر معونة ، وسبعين يوم مؤتة ، وسبعين يوم مسيلمة " ثم أخرج من طريق إبراهيم بن المنذر أن هذه الزيادة خطأ . ثم أسند من وجهين عن سعيد بن المسيب فذكر بدل يوم مؤتة يوم جسر أبي عبيدة ، قال إبراهيم بن المنذر : وهذا هو المعروف . قلت : وهي وقعة بالعراق كانت في خلافة عمر .

الحديث الثاني حديث جابر .

التالي السابق


الخدمات العلمية