صفحة جزء
3873 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنسا رضي الله عنه يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال

اللهم إن العيش عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره

فقالوا مجيبين له

نحن الذين بايعوا محمدا     على الجهاد ما بقينا أبدا


حديث أنس ، أورده من وجهين في الثاني زيادة .

[ ص: 456 ] قوله : ( ولم يكن لهم عبيد يعملون ذلك ) أي أنهم عملوا فيه بأنفسهم لاحتياجهم إلى ذلك لا لمجرد الرغبة في الأجر .

قوله : ( فلما رأى ما بهم من النصب والجوع ) فيه بيان لسبب قوله - صلى الله عليه وسلم - " اللهم إن العيش عيش الآخرة " وعند الحارث بن أبي أسامة من مرسل طاوس زيادة في هذا الرجز : .


والعن عضلا والقارة هم كلفونا ننقل الحجارة



والأول غير موزون أيضا ولعله كان والعن إلهي عضلا والقارة ، وفي الطريق الثانية لأنس أنه قال ذلك جوابا لقولهم : نحن الذين بايعوا محمدا إلخ ، ولا أثر للتقديم والتأخير فيه لأنه يحمل على أنه كان يقول إذا قالوا ويقولون إذا قال ، وفيه أن في إنشاد الشعر تنشيطا في العمل ، وبذلك جرت عادتهم في الحرب ، وأكثر ما يستعملون في ذلك الرجز .

قوله : ( نحن الذين بايعوا ) هو صفة " الذين " لا صفة " نحن " .

قوله : ( على الجهاد ما بقينا أبدا ) في رواية عبد العزيز على الإسلام بدل الجهاد والأول أثبت .

( تنبيه ) : تقدم طريق عبد العزيز سندا ومتنا في أوائل الجهاد سوى قوله : " قال يؤتون إلخ " وسيأتي بعد أحاديث من حديث البراء أنه كان يقول : " اللهم لولا أنت ما اهتدينا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية