صفحة جزء
3874 حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون

نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا

قال يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم

اللهم إنه لا خير إلا خير الآخره     فبارك في الأنصار والمهاجره

قال يؤتون بملء كفي من الشعير فيصنع لهم بإهالة سنخة توضع بين يدي القوم والقوم جياع وهي بشعة في الحلق ولها ريح منتن

قوله : ( قال يؤتون ) قائل ذلك أنس بن مالك ، وهو موصول بالإسناد المذكور إليه .

قوله : ( بملء كفي ) روي بالإفراد والتثنية ( فيصنع لهم الشعير ) أي يطبخ ، وقوله " بإهالة " بكسر الهمزة وتخفيف الهاء : الدهن الذي يؤتدم به سواء كان زيتا أو سمنا أو شحما . وأغرب الداودي فقال : الإهالة وعاء من جلد فيه سمن . وقوله " سنخة " أي تغير طعمها ولونها من قدمها ، ولهذا وصفها بكونها بشعة . وقوله : بشعة بموحدة ومعجمة وعين مهملة ، وقيل بنون وغين معجمة ، والنشغ الغثى أي أنهم كان يحصل لهم عند ازدرادها شبيه بالغثى ، والأول أصوب . وقوله : " في الحلق " هو بالحاء المهملة .

قوله : ( ولها ريح منتن ) يدل على أنها عتيقة جدا حتى عفنت وأنتنت ، وفي رواية الإسماعيلي " ولها ريح منكر " قال ابن التين : الصواب ريح منتنة لأن الريح مؤنثة ، قال : إلا أنه يجوز في المؤنث غير الحقيقي أن يعبر عنه بالمذكر . ومنتن بضم الميم ويجوز كسرها .

[ ص: 457 ] الحديث الرابع .

التالي السابق


الخدمات العلمية