صفحة جزء
باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم هم مني وأنا منهم

4123 حدثني عبد الله بن محمد وإسحاق بن نصر قالا حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن أبي موسى رضي الله عنه قال قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت من كثرة دخولهم ولزومهم له
قوله : ( باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن ) هو من عطف العام على الخاص ؛ لأن الأشعريين من أهل اليمن ، ومع ذلك ظهر في أن في المراد بأهل اليمن خصوصا آخر ، وهو ما سأذكره من قصة نافع بن زيد الحميري أنه قدم وافدا في نفر من حمير ، وبالله التوفيق .

قوله : ( وقال أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم : هم مني وأنا منهم ) هو طرف من حديث ، أوله : إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو جمعوا ثم اقتسموا بينهم ، فهم مني وأنا منهم الحديث ، وقد وصله المؤلف في الشركة وشرح هناك ، والمراد بقوله " هم مني " المبالغة في اتصال طريقهما واتفاقهما على الطاعة . ثم ذكر المصنف في الباب سبعة أحاديث :

الحديث الأول :

قوله : ( حدثنا ابن أبي زائدة ) هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، والإسناد كله كوفيون سوى شيخي البخاري .

قوله : ( عن الأسود ) في المناقب من طريق يوسف بن أبي إسحاق " حدثني الأسود سمعت أبا موسى .

قوله : ( قدمت أنا وأخي من اليمن ) تقدم بيان اسم أخيه في غزوة خيبر .

قوله : ( ما نرى ) بضم النون .

قوله : ( ابن مسعود وأمه ) اسم أمه أم عبد بنت عبد ود بن سواء ، ولها صحبة .

وقوله : ( من أهل البيت ) أي بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتقدم في المناقب بلفظ " من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - " وتقدم الحديث في مناقب ابن مسعود .

( تنبيه ) : سقط شيخا البخاري من أول هذا الإسناد من رواية أبي زيد المروزي ، وابتداء الإسناد " حدثنا يحيى بن آدم " وثبتا عند غيره وهو الصواب ، ولم يدرك البخاري يحيى بن آدم ؛ لأنه مات في ربيع الأول سنة ثلاث ومائتين بالكوفة ، والبخاري يومئذ ببخارى ولم يرحل منها وعمره يومئذ تسع سنين ، وإنما رحل بعد ذلك بمدة كما بينته في ترجمته في المقدمة .

[ ص: 700 ] ( تنبيه آخر ) : كان قدوم أبي موسى على النبي - صلى الله عليه وسلم - عند فتح خيبر لما قدم جعفر بن أبي طالب ، وقيل : إنه قدم عليه بمكة قبل الهجرة ثم كان ممن هاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ، ثم قدم الثانية صحبة جعفر . والصحيح أنه خرج طالبا المدينة في سفينة فألقتهم الريح إلى الحبشة ، فاجتمعوا هناك بجعفر ثم قدموا صحبته . وعلى هذا فإن ما ذكره البخاري هنا ليجمع ما وقع على شرطه من البعوث والسرايا والوفود ولو تباينت تواريخهم ، ومن ثم ذكر غزوة سيف البحر مع أبي عبيدة بن الجراح وكانت قبل فتح مكة بمدة . وكنت أظن أن قوله : " وأهل اليمن " بعد الأشعريين من عطف العام على الخاص . ثم ظهر لي أن لهذا العام خصوصا أيضا ، وأن المراد بهم بعض أهل اليمن وهم وفد حمير ، فوجدت في " كتاب الصحابة لابن شاهين " من طريق إياس بن عمير الحميري أنه " قدم وافدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفر من حمير فقالوا : أتيناك لنتفقه في الدين " الحديث ، وقد ذكرت فوائده في أول بدء الخلق ، وحاصله : الترجمة مشتملة على طائفتين ، وليس المراد اجتماعهما في الوفادة ، فإن قدوم الأشعريين كان مع أبي موسى في سنة سبع عند فتح خيبر ، وقدوم وفد حمير في سنة تسع وهي سنة الوفود ، ولأجل هذا اجتمعوا مع بني تميم . وقد عقد محمد بن سعد في الترجمة النبوية من الطبقات للوفود بابا وذكر فيه القبائل من مضر ثم من ربيعة ثم من اليمن وكاد يستوعب ذلك بتلخيص حسن . وكلامه أجمع ما يوجد في ذلك ومع أنه ذكر وفد حمير لم يقع له قصة نافع بن زيد التي ذكرتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية