صفحة جزء
باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي

4131 حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن ابن ذكوان عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن دوسا قد هلكت عصت وأبت فادع الله عليهم فقال اللهم اهد دوسا وأت بهم
قوله : ( قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي ) بفتح المهملة وسكون الواو بعدها مهملة ، تقدم نسبهم في غزوة ذي الخلصة ، والطفيل بن عمرو أي ابن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس ، كان يقال له : ذو النور آخره راء ; لأنه لما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأسلم بعثه إلى قومه فقال : اجعل لي [ ص: 705 ] آية ، فقال : اللهم نور له . فسطع نور بين عينيه ، فقال : يا رب أخاف أن يقولوا إنه مثلة ، فتحول إلى طرف سوطه ، وكان يضيء في الليلة المظلمة ; ذكره هشام بن الكلبي في قصة طويلة ، وفيها أنه دعا قومه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه ، وأجابه أبو هريرة وحده . قلت : وهذا يدل على تقدم إسلامه ، وقد جزم ابن أبي حاتم بأنه قدم مع أبي هريرة بخيبر وكأنها قدمته الثانية .

قوله : ( عن ابن ذكوان ) هو عبد الله أبو الزناد .

قوله : ( اللهم اهد دوسا وائت بهم ) وقع مصداق ذلك ، فذكر ابن الكلبي أن حبيب بن عمرو بن حثمة الدوسي كان حاكما على دوس ، وكذا كان أبوه من قبله ، وعمر ثلاثمائة سنة ، وكان حبيب يقول : إني لأعلم أن للخلق خالقا لكني لا أدري من هو ، فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج إليه ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه فأسلم وأسلموا . وذكر ابن إسحاق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل الطفيل بن عمرو ليحرق صنم عمرو بن حثمة الذي كان يقال له ذو الكفين بفتح الكاف وكسر الفاء ، فأحرقه . وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب أن الطفيل بن عمرو استشهد بأجنادين في خلافة أبي بكر ، وكذا قال أبو الأسود عن عروة ، وجزم ابن سعد بأنه استشهد باليمامة ، وقيل باليرموك .

التالي السابق


الخدمات العلمية