صفحة جزء
4183 حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي لهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم يضحك فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة فقال أنس وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر
الحديث الثالث عشر حديث أنس ( أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين ) فيه أنه لم يصل بهم ذلك اليوم ، وأما ما أخرجه البيهقي من طريق محمد بن جعفر عن حميد عن أنس " آخر صلاة صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع القوم " الحديث ، وفسرها بأنها صلاة الصبح فلا يصح لحديث الباب ، ويشبه أن يكون الصواب صلاة الظهر .

قوله : ( ثم دخل الحجرة وأرخى الستر ) زاد أبو اليمان عن شعيب " وتوفي من يومه ذلك " أخرجه المصنف في الصلاة . وللإسماعيلي من هذا الوجه " فلما توفي بكى الناس ، فقام عمر في المسجد فقال : ألا لا أسمعن أحدا يقول : مات محمد " الحديث بهذه القصة ، وهي على شرط الصحيح .

قوله : ( وتوفي من آخر ذلك اليوم ) يخدش في جزم ابن إسحاق بأنه مات حين اشتد الضحى ، ويجمع بينهما بأن إطلاق الآخر بمعنى ابتداء الدخول في أول النصف الثاني من النهار وذلك عند الزوال ، واشتداد الضحى يقع قبل الزوال ويستمر حتى يتحقق زوال الشمس . وقد جزم موسى بن عقبة عن ابن شهاب بأنه - صلى الله عليه وسلم - مات حين زاغت الشمس ، وكذا لأبي الأسود عن عروة ، فهذا يؤيد الجمع الذي أشرت إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية