صفحة جزء
باب قوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب إلى قوله لعلكم تتفكرون

4264 حدثنا إبراهيم أخبرنا هشام عن ابن جريج سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عن ابن عباس قال وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة يحدث عن عبيد بن عمير قال قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله
قوله : باب قوله أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب - إلى قوله - لعلكم تتفكرون كذا لجميعهم .

قوله : ( حدثنا إبراهيم ) هو ابن موسى ، وهشام هو ابن يوسف .

قوله : ( وسمعت أخاه ) هو مقول ابن جريج ، وأبو بكر بن أبي مليكة لا يعرف اسمه ، وعبيد بن عمير ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماعه من عمر صحيح ، وقد بين الإسماعيلي والطبري من طريق ابن المبارك عن ابن جريج أن سياق الحديث له فإنه ساقه على لفظه ثم عقبه برواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس به .

[ ص: 50 ] قوله : ( فيم ) بكسر الفاء وسكون التحتانية أي في أي شيء ، وترون بضم أوله .

قوله : ( حتى أغرق أعماله ) بالغين المعجمة أي أعماله الصالحة . وأخرج ابن المنذر هذا الحديث من وجه آخر عن ابن أبي مليكة وعنده بعد قوله أي عمل قال ابن عباس شيء ألقي في روعي ، فقال " صدقت يا ابن أخي " ولابن جرير من وجه آخر عن ابن أبي مليكة " عنى بها العمل ، ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبر سنه وكثر عياله ، وابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم يبعث ، صدقت يا ابن أخي . " ولابن جرير من وجه آخر عن ابن أبي مليكة عن عمر قال " هذا مثل ضرب للإنسان ، يعمل صالحا حتى إذا كان عنده آخر عمره أحوج ما يكون إلى العمل الصالح عمل عمل السوء " ومن طريق عطاء عن ابن عباس " معناه أيود أحدكم أن يعمل عمره بعمل الخير ، حتى إذا كان حين فني عمره ختم ذلك بعمل أهل الشقاء فأفسد ذلك ، وفي الحديث قوة فهم ابن عباس ، وقرب منزلته من عمر ، وتقديمه له من صغره ، وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة من هو أسن منه إذا عرف فيه الأهلية لما فيه من تنشيطه وبسط نفسه وترغيبه في العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية