صفحة جزء
باب وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم

4400 حدثني محمد حدثنا أحمد ابن أبي شعيب حدثنا موسى بن أعين حدثنا إسحاق بن راشد أن الزهري حدثه قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال سمعت أبي كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط غير غزوتين غزوة العسرة وغزوة بدر قال فأجمعت صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى وكان قلما يقدم من سفر سافره إلا ضحى وكان يبدأ بالمسجد فيركع ركعتين ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كلامي وكلام صاحبي ولم ينه عن كلام أحد من المتخلفين غيرنا فاجتنب الناس كلامنا فلبثت كذلك حتى طال علي الأمر وما من شيء أهم إلي من أن أموت فلا يصلي علي النبي صلى الله عليه وسلم أو يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكون من الناس بتلك المنزلة فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي ولا يسلم علي فأنزل الله توبتنا على نبيه صلى الله عليه وسلم حين بقي الثلث الآخر من الليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة وكانت أم سلمة محسنة في شأني معنية في أمري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة تيب على كعب قالت أفلا أرسل إليه فأبشره قال إذا يحطمكم الناس فيمنعونكم النوم سائر الليلة حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر آذن بتوبة الله علينا وكان إذا استبشر استنار وجهه حتى كأنه قطعة من القمر وكنا أيها الثلاثة الذين خلفوا عن الأمر الذي قبل من هؤلاء الذين اعتذروا حين أنزل الله لنا التوبة فلما ذكر الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المتخلفين واعتذروا بالباطل ذكروا بشر ما ذكر به أحد قال الله سبحانه يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله الآية
[ ص: 194 ] قوله : وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت الآية كذا لأبي ذر ، ساق غيره إلى ( الرحيم ) .

قوله : ( حدثني محمد حدثنا أحمد بن أبي شعيب ) كذا للأكثر ، وسقط محمد من رواية ابن السكن فصار للبخاري عن أحمد بن أبي شعيب بلا واسطة ، وعلى قول الأكثر فاختلف في محمد فقال الحاكم هو محمد بن النضر النيسابوري ، يعني الذي تقدم ذكره في تفسير الأنفال ، وقال مرة هو محمد بن إبراهيم البوشنجي لأن هذا الحديث وقع له من طريقه . وقال أبو علي الغساني : هو الذهلي ، وأيد ذلك أن الحديث في " علل حديث الزهري للذهلي " عن أحمد بن أبي شعيب ، والبخاري يستمد منه كثيرا ، وهو يهمل نسبه غالبا . وأما أحمد بن أبي شعيب فهو الحراني نسبه المؤلف إلى جده ، واسم أبيه عبد الله بن مسلم وأبو شعيب كنية مسلم لا كنية عبد الله وكنية أحمد أبو الحسن ، وهو ثقة باتفاق وليس له في البخاري سوى هذا الموضع . ثم ذكر المصنف قطعا من قصة توبة كعب بن مالك ، وقد تقدم شرحه مستوفى في المغازي . وقوله " فلا يكلمني أحد منهم ولا يصلي علي " في رواية الكشميهني " ولا يسلم " وحكى عياض أنه وقع لبعض الرواة " فلا يكلمني أحد منهم ولا يسلمني " واستبعده لأن المعروف أن السلام إنما يتعدى بحرف جر ، وقد يوجه بأن يكون اتباعا ، أو يرجع إلى قول من فسر السلام بأن معناه أنت مسلم مني . وقوله : " وكانت أم سلمة معنية في أمري " كذا للأكثر بفتح الميم وسكون المهملة وكسر النون بعدها تحتانية ثقيلة من الاعتناء ، وفي رواية الكشميهني " معينة " بضم الميم وكسر العين وسكون التحتانية بعدها نون من العون . والأول أنسب . وقوله " يحطمكم " في رواية أبي ذر عن الكشميهني والمستملي " يخطفكم "

التالي السابق


الخدمات العلمية