صفحة جزء
باب قوله فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاشى لله وحاش وحاشى تنزيه واستثناء حصحص وضح

4417 حدثنا سعيد بن تليد حدثنا عبد الرحمن بن القاسم عن بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي ونحن أحق من إبراهيم إذ قال له أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
[ ص: 217 ] قوله : باب قوله فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك - إلى قوله - قلن حاش لله كذا لأبي ذر ، وكأن الترجمة انقضت عند قوله ربك ، ثم فسر قوله حاش لله . وساق غيره من أول الآية إلى قوله عن نفسه قلن حاش لله .

قوله : ( حاش وحاشا تنزيه واستثناء ) قال أبو عبيدة في قوله : حاش لله الشين مفتوحة بغير ياء ، وبعضهم يدخلها في آخره كقول الشاعر :

حاشى أبي ثوبان إن به

ومعناه التنزيه والاستثناء عن الشر ، تقول حاشيته أي استثنيته ، وقد قرأ الجمهور بحذف الألف بعد الشين وأبو عمرو بإثباتها في الوصل ، وفي حذف الألف بعد الحاء لغة وقرأ بها الأعمش ، واختلف في أنها حرف أو اسم أو فعل وشرح ذلك يطول ، والذي يظهر أن من حذفها رجح فعليتها بخلاف من نفاها ، ويؤيد فعليتها قول النابغة :

ولا أحاشي من الأقوام من أحد

فإن تصرف الكلمة من الماضي إلى المستقبل دليل فعليتها ، واقتضى كلامه أن إثبات الألف وحذفها سواء لغة ، وقيل إن حذف الألف الأخيرة لغة أهل الحجاز دون غيرهم .

( تنبيه ) :

قوله " تنزيه " في رواية الأكثر بفتح أوله وسكون النون بعدها زاي مكسورة ثم تحتانية ساكنة ثم هاء وفي رواية حكاها عياض موحدة ساكنة بعد أوله وكسر الراء بعدها تحتانية مفتوحة مهموزة ثم تاء تأنيث .

قوله : ( حصحص وضح ) قال أبو عبيدة في قوله : الآن حصحص الحق أي الساعة وضح الحق وتبين ، وقال الخليل : معناه تبين وظهر بعد خفاء ، ثم قيل هو مأخوذ من الحصة أي ظهرت حصة الحق من حصة الباطل ، وقيل من حصه إذا قطعه ، ومنه أحص الشعر وحص وحصحص مثل كف وكفكف .

قوله : ( حدثنا سعيد بن تليد ) بفتح المثناة وكسر اللام بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة هو سعيد بن عيسى بن تليد ، مصري يكنى أبا عثمان ، تقدم ذكره في بدء الخلق ، نسبه البخاري إلى جده .

قوله : ( حدثنا عبد الرحمن بن القاسم ) هو العتقي بضم المهملة وفتح المثناة بعدها قاف المصري الفقيه المشهور صاحب مالك وراوي المدونة من علم مالك ، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع . والإسناد مسلسل بالمصريين إلى يونس بن يزيد والباقون مدنيون ، وفيه رواية الأقران لأن عمرو بن الحارث المصري الفقيه المشهور من أقران يونس بن يزيد ، وقد تقدم شرح حديث الباب في ترجمتي إبراهيم ولوط من أحاديث الأنبياء

التالي السابق


الخدمات العلمية