صفحة جزء
باب الحدث في المسجد

434 حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه
قوله : ( باب الحدث في المسجد ) قال المازري : أشار البخاري إلى الرد على من منع المحدث أن يدخل المسجد أو يجلس فيه وجعله كالجنب ، وهو مبني على أن الحدث هنا الريح ونحوه ، وبذلك فسره أبو هريرة كما تقدم في الطهارة . وقد قيل المراد بالحدث هنا أعم من ذلك ، أي ما لم يحدث سوءا . ويؤيده رواية مسلم " ما لم يحدث فيه ، ما لم يؤذ فيه " وفي أخرى للبخاري " ما لم يؤذ فيه بحدث فيه " ، وسيأتي قريبا بناء على أن الثانية تفسير للأولى .

قوله : ( الملائكة تصلي ) للكشميهني " إن الملائكة تصلي " بزيادة إن ، والمراد بالملائكة الحفظة أو السيارة أو أعم من ذلك .

قوله : ( تقول إلخ ) هو بيان لقوله تصلي .

قوله : ( ما دام في مصلاه ) مفهومه أنه إذا انصرف عنه انقضى ذلك ، وسيأتي في " باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة " بيان فضيلة من انتظر الصلاة مطلقا سواء ثبت في مجلسه ذلك من المسجد أم تحول إلى غيره ، ولفظه " ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة " فأثبت للمنتظر حكم المصلي ، فيمكن أن يحمل قوله " في مصلاه " على المكان المعد للصلاة ، لا الموضع الخاص بالسجود ، فلا يكون بين الحديثين تخالف .

وقوله : ( ما لم يحدث ) يدل على أن الحدث يبطل ذلك ولو استمر جالسا . وفيه دليل على أن الحدث في المسجد أشد من النخامة >[1] لما تقدم من أن لها كفارة ، ولم يذكر لهذا كفارة ، بل عومل صاحبه بحرمان استغفار [ ص: 642 ] الملائكة ، ودعاء الملائكة مرجو الإجابة لقوله تعالى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وسيأتي بقية فوائد هذا الحديث في " باب من جلس ينتظر " إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية