صفحة جزء
باب قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم

4426 حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي سعيد بن المعلى قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال ما منعك أن تأتيني فقلت كنت أصلي فقال ألم يقل الله يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ثم قال ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
قوله باب قوله : ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ذكر فيه حديث أبي سعيد بن المعلى في ذكر فاتحة الكتاب ، وقد سبق في أول التفسير مشروحا . ثم ذكر حديث أبي هريرة مختصرا بلفظ ( أم القرآن هي السبع المثاني ) في رواية الترمذي من هذا الوجه ( الحمد لله أم للقرآن وأم الكتاب والسبع المثاني ) وقد تقدم في تفسير الفاتحة من وجه آخر عن أبي هريرة ورفعه أتم من هذا ، و للطبري من وجه آخر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رفعه ( الركعة التي لا يقرأ فيها كالخداج . قال : فقلت لأبي هريرة : فإن لم يكن معي إلا أم القرآن : ؟ قال : هي حسبك ، هي أم الكتاب وهي أم القرآن وهي السبع المثاني ) قال الخطابي : وفي الحديث رد على ابن [ ص: 233 ] سيرين حيث قال : إن الفاتحة لا يقال لها أم القرآن وإنما يقال لها فاتحة الكتاب ، ويقول : أم الكتاب هو اللوح المحفوظ ، قال : وأم الشيء أصله ، وسميت الفاتحة أم القرآن لأنها أصل القرآن ، وقيل : لأنها متقدمة كأنها تؤمه .

قوله : ( هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) هو معطوف على قوله : أم القرآن وهو مبتدأ وخبره محذوف أو خبر مبتدأ محذوف تقديره والقرآن العظيم ما عداها ، وليس هو معطوفا على قوله " السبع المثاني " لأن الفاتحة ليست هي القرآن العظيم ، وإنما جاز إطلاق القرآن عليها لأنها من القرآن لكنها ليست هي القرآن كله . ثم وجدت في تفسير ابن أبي حاتم من طريق أخرى عن أبي هريرة مثله لكن بلفظ " والقرآن العظيم الذي أعطيتموه أي هو الذي أعطيتموه " فيكون هذا هو الخبر . وقد روى الطبري بإسنادين جيدين عن عمر ثم علي قال " السبع المثاني فاتحة الكتاب " زاد عن عمر " تثنى في كل ركعة " وبإسناد منقطع عن ابن مسعود مثله ، وبإسناد حسن عن ابن عباس أنه قرأ الفاتحة ثم قال ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال : هي فاتحة الكتاب ، وبسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة ، ومن طريق جماعة من التابعين : السبع المثاني هي فاتحة الكتاب . ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال : السبع المثاني فاتحة الكتاب . قلت للربيع : إنهم يقولون إنها السبع الطوال ، قال : لقد أنزلت هذه الآية وما نزل من الطوال شيء . وهذا الذي أشار إليه هو قول آخر مشهور في السبع الطوال ، وقد أسنده النسائي والطبري والحاكم عن ابن عباس أيضا بإسناد قوي ، وفي لفظ للطبري : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ، قال الراوي : ذكر السابعة فنسيتها . وفي رواية صحيحة عند ابن أبي حاتم عن مجاهد وسعيد بن جبير أنها يونس . وعند الحاكم أنها الكهف ، وزاد : قيل له ما المثاني ؟ قال : تثنى فيهن القصص . ومثله عن سعيد بن جبير عن سعيد بن منصور . وروى الطبري أيضا من طريق خضيف عن زياد بن أبي مريم قال في قوله : ولقد آتيناك سبعا من المثاني قال مر وانه وبشر وأنذر واضرب الأمثال واعدد النعم والأنباء . ورجح الطبري القول الأول لصحة الخبر فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

ثم ساقه من حديث أبي هريرة في قصة أبي بن كعب كما تقدم في تفسير الفاتحة .

التالي السابق


الخدمات العلمية