صفحة جزء
باب قوله وأنذرهم يوم الحسرة

4453 حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا وهم لا يؤمنون
قوله : ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة كهيعص ) سقطت البسملة لغير أبي ذر ، وهي له بعد الترجمة . وروى الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : " الكاف من كريم ، والهاء من هادي ، والياء من حكيم ، والعين من عليم ، والصاد من صادق " ومن وجه آخر عن سعيد نحوه لكن قال : " يمين " بدل حكيم ، و " عزيز " بدل عليم . وللطبري من وجه آخر عن سعيد نحوه لكن قال : " الكاف من الكبير " وروى الطبري طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : " كهيعص قسم ، أقسم الله به ، وهو من أسمائه " ومن طريق فاطمة بنت علي قالت : " كان علي يقول : يا كهيعص اغفر لي " وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة : هي اسم من أسماء القرآن .

قوله : ( وقال ابن عباس : أسمع بهم وأبصر الله يقوله ، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون في ضلال مبين " يعني بقوله : أسمع بهم وأبصر الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره ) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ، وعند عبد الرزاق عن قتادة أسمع بهم وأبصر يعني يوم القيامة . زاد الطبري من وجه آخر عن قتادة : سمعوا حين لا ينفعهم السمع ، وأبصروا حين لا ينفعهم البصر .

قوله : ( لأرجمنك لأشتمنك ) وصله ابن أبي حاتم بإسناد الذي قبله ، ومن وجه آخر عن ابن عباس قال : الرجم الكلام .

قوله : ( ورئيا منظرا ) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس به ، ولابن أبي حاتم من طريق أبي ظبيان عن ابن عباس قال : الأثاث المتاع ، والرئي المنظر . ومن طريق أبي رزين قال : الثياب . ومن طريق الحسن البصري قال : الصور . وسيأتي مثله عن قتادة .

قوله : ( وقال أبو وائل إلخ ) تقدم في أحاديث الأنبياء .

[ ص: 281 ] قوله : ( وقال ابن عيينة تؤزهم أزا تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا ) كذا هو في " تفسير ابن عيينة " ومثله عند عبد الرزاق ، وذكره عبد بن حميد عن عمرو بن سعد وهو أبو داود الحفري عن سفيان وهو الثوري قال : تغريهم إغراء . ومثله عند ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، ومن طريق السدي : تطغيهم طغيانا .

قوله : ( وقال مجاهد : إدا عوجا ) سقط هذا من رواية أبي ذر ، وقد وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله .

قوله : ( وقال ابن عباس : وردا عطاشا ) تقدم في بدء الخلق .

قوله : ( أثاثا ) مالا ، وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه ، وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أحسن أثاثا ورئيا قال : أكثر أموالا وأحسن صورا .

قوله : ( إدا قولا عظيما ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .

قوله : ( غيا خسرانا ) ثبت لغير أبي ذر ، وقد وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وقال ابن مسعود : الغي واد في جهنم بعيد القعر ، أخرجه الحاكم والطبري . ومن طريق عبد الله بن عمرو بن العاص مثله ، ومن طريق أبي أمامة مرفوعا مثله وأتم منه .

قوله : ( ركزا صوتا ) وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وعند عبد الرزاق عن قتادة مثله ، وقال الطبري : الركز في كلام العرب الصوت الخفي .

قوله : ( وقال غيره : بكيا جماعة باك ) هو قول أبي عبيدة ، وتعقب بأن قياس جمع باك بكاة مثل قاض وقضاة ، وأجاب الطبري بأن أصله بكوا بالواو الثقيلة مثل قاعد وقعود فقلبت الواو ياء لمجيئها بعد كسرة ، وقيل هو مصدر على وزن فعول مثل جلس جلوسا ، ثم قال : يجوز أن يكون المراد بالبكي نفس البكاء ، ثم أسند عن عمر أنه قرأ هذه الآية فسجد ثم قال : ويحك هذا السجود فأين البكاء ؟ كذا قال ، وكلام عمر يحتمل أن يريد الجماعة أيضا أي أين القوم البكي .

قوله : ( صليا صلي يصلى ) هو قول أبي عبيدة وزاد : والصلي فعول ، ولكن انقلبت الواو ياء ثم أدغمت .

قوله : ( نديا والنادي واحد مجلسا ) قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله : وأحسن نديا قال : مجلسا ، وقال أبو عبيدة في قوله : وأحسن نديا : أي مجلسا ، والندي والنادي واحد والجمع أندية ، وقيل أخذ من الندى وهو الكرم لأن الكرماء يجتمعون فيه ، ثم أطلق على كل مجلس . وقال ابن إسحاق في " السيرة " في قوله تعالى : فليدع ناديه النادي المجلس ، ويطلق على الجلساء .

قوله : ( وقال مجاهد : فليمدد فليدعه ) هو بفتح الدال وسكون العين ، وصله الفريابي بلفظ " فليدعه الله في طغيانه " أي يمهله إلى مدة ، وهو بلفظ الأمر والمراد به الإخبار . وروى ابن أبي حاتم من طريق حبيب بن أبي ثابت قال في حرف أبي بن كعب : " قل من كان في الضلالة " فإن الله يزيده ضلالة .

[ ص: 282 ] قوله باب قوله عز وجل : وأنذرهم يوم الحسرة ذكر فيه حديث أبي سعيد في ذبح الموت ، وسيأتي في الرقاق مشروحا ، وقوله فيه : " فيشرئبون " بمعجمة وراء مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم موحدة ثقيلة مضمومة أي يمدون أعناقهم ينظرون . وقوله : " أملح " قال القرطبي : الحكمة في ذلك أن يجمع بين صفتي أهل الجنة والنار السواد والبياض .

قوله ( ثم قرأ وأنذرهم ) في رواية سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش في آخر الحديث " ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فيستفاد منه انتفاء الإدراج . وللترمذي من وجه آخر عن الأعمش في أول الحديث قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وأنذرهم يوم الحسرة ، فقال : يؤتى بالموت إلخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية