صفحة جزء
سورة الملك تبارك الذي بيده الملك التفاوت الاختلاف والتفاوت والتفوت واحد تميز تقطع مناكبها جوانبها تدعون وتدعون واحد مثل تذكرون وتذكرون ويقبضن يضربن بأجنحتهن وقال مجاهد صافات بسط أجنحتهن ونفور الكفور
قوله : ( سورة تبارك الذي بيده الملك ) سقطت البسملة للجميع .

قوله : ( التفاوت الاختلاف ، والتفاوت والتفوت واحد ) هو قول الفراء قال : وهو مثل تعهدته وتعاهدته ، وأخرج سعيد بن منصور من طريق إبراهيم عن علقمة أنه كان يقرأ : " من تفوت " وقال الفراء : هي قراءة ابن مسعود وأصحابه ، والتفاوت : الاختلاف يقول : هل ترى في خلق الرحمن من اختلاف ؟ وقال ابن التين : قياس متفاوت فليس متباينا ، وتفوت فات بعضه بعضا .

قوله : ( تميز : تقطع ) هو قول الفراء قال في قوله : تكاد تميز من الغيظ أي : تقطع عليهم غيظا .

قوله : ( مناكبها : جوانبها ) قال : أبو عبيدة في قوله تعالى فامشوا في مناكبها أي جوانبها ، وكذا قال الفراء .

قوله : ( تدعون وتدعون واحد ، مثل تذكرون وتذكرون ) هو قول الفراء قال في قوله : الذي كنتم به تدعون يريد تدعون بالتخفيف ، وهو مثل تذكرون وتذكرون ، قال : والمعنى واحد ، وأشار إلى أنه لم يقرأ بالتخفيف ، وقال أبو عبيدة في قوله : الذي كنتم به تدعون أي : تدعون به وتكذبون .

قوله : ( يقال غورا غائرا ، يقال لا تناله الدلاء ، كل شيء غرت فيه فهي مغارة ، ماء غور وبئر غور ومياه غور بمنزلة الزور ، وهؤلاء زور وهؤلاء ضيف ومعناه أضياف وزوار ، لأنها مصدر مثل قوم عدل وقوم رضا ومقنع ) ثبت هذا عند النسفي هنا ، وكذا رأيته في " المستخرج " لأبي نعيم ، ووقع أكثره للباقين في كتاب الأدب ، وهو كلام الفراء من قوله ماء غور إلى ومقنع لكن قال بدل بئر غور ماء غور . وزاد : ولا يجمعون غور ولا يثنونه ، والباقي سواء ، وأما أول الكلام فهو من >[1] وأخرج الفاكهي عن ابن أبي عمر عن سفيان عن ابن الكلبي قال : نزلت هذه الآية قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضرمي وكانت جاهلية ، قال الفاكهي : وكانت آبار مكة تغور سراعا .

[ ص: 529 ] قوله : ( ويقبضن يضربن بأجنحتهن ) كذا لغير أبي ذر هنا ووصله الفريابي ، وقد تقدم في بدء الخلق .

قوله : ( وقال مجاهد : صافات : بسط أجنحتهن ) سقط هذا لأبي ذر هنا ، ووصله الفريابي ، وقد تقدم في بدء الخلق أيضا .

قوله : ( ونفور : الكفور ) وصله عبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : بل لجوا في عتو ونفور قال : كفور ، وذكر عياض أنه وقع عند الأصيلي " ونفور تفور كقدر " أي : بفتح المثناة تفسير قوله : سمعوا لها شهيقا وهي تفور ، قال : وهي أوجه من الأول . وقال في موضع آخر : هذا أولى وما عداه تصحيف ، إن تفسير نفور بالنون بكفور بعيد ، قلت : استبعده من جهة أنه معنى فلا يفسر بالذات ، لكن لا مانع من ذلك على إرادة المعنى ، وحاصله أن الذي يلج في عتوه ونفوره هو الكفور .

التالي السابق


الخدمات العلمية