صفحة جزء
باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره وقالت عائشة وأسماء صنعنا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سفرة

5107 حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه قال قلت لعائشة أنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤكل لحوم الأضاحي فوق ثلاث قالت ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه فأراد أن يطعم الغني الفقير وإن كنا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرة قيل ما اضطركم إليه فضحكت قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام حتى لحق بالله وقال ابن كثير أخبرنا سفيان حدثنا عبد الرحمن بن عابس بهذا
قوله ( باب ما كان السلف يدخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم ) ليس في شيء من أحاديث الباب للطعام ذكر ، وإنما يؤخذ منها بطريق الإلحاق ، أو من مقتضى قول عائشة " ما شبع من خبز البر المأدوم ثلاثا " فإنه لا يلزم من نفي كونه مأدوما نفي كونه مطلقا ، وفي وجود ذلك ثلاثا مطلقا دلالة على جواز تناوله وإبقائه في البيوت ، ويحتمل أن يكون المراد بالطعام ما يطعم فيدخل فيه كل إدام .

قوله ( وقالت عائشة وأسماء : صنعنا للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر سفرة ) تقدم حديث عائشة موصولا في " باب الهجرة إلى المدينة " مطولا ، وحديث أسماء تقدم في الجهاد وسبق الكلام فيه قريبا .

ثم ذكر فيه حديثين : أحدهما عن عائشة .

قوله ( عن عبد الرحمن بن عابس عن أبيه ) هو عابس بمهملة ثم موحدة ثم مهملة ابن ربيعة النخعي [ ص: 464 ] الكوفي ، تابعي كبير ، ويلتبس به عابس بن ربيعة الغطيفي صحابي ذكره ابن يونس وقال : له صحبة وشهد فتح مصر ، ولم أجد لهم عنه رواية .

قوله ( قالت ما فعله إلا في عام جاع الناس فيه ، فأراد أن يطعم الغني الفقير ) بينت عائشة في هذا الحديث أن النهي عن ادخار لحوم الأضاحي بعد ثلاث نسخ وأن سبب النهي كان خاصا بذلك العام للعلة التي ذكرتها ، وسيأتي بسط هذا في أواخر كتاب الأضاحي إن شاء الله تعالى . وغرض البخاري منه قولها " وإن كنا لنرفع الكراع إلخ " فإن فيه بيان جواز ادخار اللحم وأكل القديد ، وثبت أن سبب ذلك قلة اللحم عندهم بحيث إنهم لم يكونوا يشبعون من خبز البر ثلاثة أيام متوالية .

قوله ( وقال ابن كثير ) هو محمد وهو من مشايخ البخاري ، وغرضه تصريح سفيان وهو الثوري بإخبار عبد الرحمن بن عابس له به وقد وصله الطبراني في " الكبير " عن معاذ بن المثنى عن محمد بن كثير به .

التالي السابق


الخدمات العلمية