صفحة جزء
476 حدثني محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن مجزأة بن زاهر قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي قال ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد في رواية معاذ كما ينقى الثوب الأبيض من الدرن وفي رواية يزيد من الدنس
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( حدثنا شعبة عن مجزأة بن زاهر ) هو بميم مفتوحة ثم جيم ساكنة ثم زاي ثم همزة تكتب ألفا ثم هاء ، وحكى صاحب المطالع فيه كسر الميم أيضا ورجح الفتح ، وحكي أيضا ترك الهمز فيه قال : وقاله الحياني بالهمز .

قوله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم طهرني بالثلج والبرد وماء البرد استعارة للمبالغة في الطهارة من الذنوب وغيرها ، وقوله : ( ماء البرد ) هو إضافة الموصوف إلى صفته كقوله تعالى بجانب الغربي ، وقولهم مسجد الجامع ، وفيه المذهبان السابقان مذهب الكوفيين أنه جائز على ظاهره ، ومذهب البصريين أن تقديره ماء الطهور البارد ، وجانب المكان الغربي ، ومسجد الموضع الجامع .

قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( اللهم طهرني من الذنوب والخطايا ) يحتمل أن يكون الجمع بينهما كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى : ومن يكسب خطيئة أو إثما قال : الخطيئة المعصية بين العبد وبين الله تعالى ، والإثم بينه وبين الآدمي .

قوله : ( كما ينقى الثوب الأبيض من الوسخ ) وفي رواية من الدرن وفي رواية من الدنس كله بمعنى واحد ، ومعناه اللهم طهرني طهارة كاملة معتنى بها كما يعتنى بتنقية الثوب الأبيض من الوسخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية