صفحة جزء
569 وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رجلا نشد في المسجد فقال من دعا إلى الجمل الأحمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : إنما بنيت المساجد لما بنيت له معناه : لذكر الله تعالى والصلاة والعلم والمذاكرة في الخير ونحوها . قال القاضي : فيه : دليل على منع عمل الصانع في المسجد كالخياطة وشبهها .

قال : وقد منع بعض العلماء [ ص: 216 ] من تعليم الصبيان في المسجد . قال : قال بعض شيوخنا : إنما يمنع في المسجد من عمل الصنائع التي يختص بنفعها آحاد الناس ويكتسب به ، فلا يتخذ المسجد متجرا ، فأما الصنائع التي يشمل نفعها المسلمين في دينهم كالمثاقفة وإصلاح آلات الجهاد مما لا امتهان للمسجد في عمله ، فلا بأس به . قال : وحكى بعضهم خلافا في تعليم الصبيان فيها .

وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا وجدت ) وأمر أن يقال مثل هذا ، فهو عقوبة له على مخالفته وعصيانه وينبغي لسامعه أن يقول : لا وجدت فإن المساجد لم تبن لهذا . أو يقول : لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له . كما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية