صفحة جزء
855 وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له قال يوم الجمعة فاليوم لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( فهذا يومهم - أي - الذي اختلفوا فيه هدانا الله له ) قال القاضي : الظاهر أنه فرض عليهم تعظيم يوم الجمعة بغير تعيين ووكل إلى اجتهادهم ، لإقامة شرائعهم فيه ، فاختلف اجتهادهم في تعيينه ولم يهدهم الله له ، وفرضه على هذه الأمة مبينا ، ولم يكله إلى اجتهادهم ففازوا [ ص: 457 ] بتفضيله . قال : وقد جاء أن موسى - عليه السلام - أمرهم بالجمعة وأعلمهم بفضلها فناظروه أن السبت أفضل ، فقيل له : دعهم . قال القاضي : ولو كان منصوصا لم يصح اختلافهم فيه ، بل كان يقول : خالفوا فيه ، قلت : ويمكن أن يكون أمروا به صريحا ونص على عينه فاختلفوا فيه هل يلزم تعيينه أم لهم إبداله؟ وأبدلوه وغلطوا في إبداله .

التالي السابق


الخدمات العلمية