صفحة جزء
باب ما يقال عند المصيبة

918 حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسمعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسمعيل أخبرني سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن ابن سفينة عن أم سلمة أنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب بالغيرة
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله عز وجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ) فيه : فضيلة هذا القول وفيه دليل للمذهب المختار في الأصول أن المندوب مأمور به لأنه - صلى الله عليه وسلم - مأمور به مع أن الآية الكريمة تقتضي ندبه وإجماع المسلمين منعقد عليه .

قوله - صلى الله عليه وسلم : ( أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها ) قال القاضي : أجرني بالقصر والمد ، حكاهما صاحب الأفعال . وقال الأصمعي وأكثر أهل اللغة : هو مقصور لا يمد ومعنى أجره الله أعطاه أجره ، وجزاء صبره وهمه في مصيبته .

وقوله - صلى الله عليه وسلم : ( وأخلف لي ) هو بقطع الهمزة وكسر اللام . قال أهل اللغة : يقال لمن ذهب له مال أو ولد قريب أو شيء يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد عليك مثله فإن ذهب ما لا يتوقع [ ص: 521 ] مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لا جد له ولا والد له قيل : خلف الله عليك بغير ألف أي كان الله خليفة منه عليك .

وقولها : ( وأنا غيور ) يقال : امرأة غيرى وغيور ، ورجل غيور وغيران قد جاء فعول في صفات المؤنث كثيرا كقوله : امرأة عروس وعروب وضحوك لكثيرة الضحك ، وعقبة كئود ، وأرض صعود وهبوط وحدود وأشباهها .

قوله - صلى الله عليه وسلم : ( وأدعو الله أن يذهب بالغيرة ) هي بفتح الغين ، ويقال : أذهب الله الشيء وذهب به كقوله تعالى : " ذهب الله بنورهم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية