صفحة جزء
باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه

1039 حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان قالوا فما المسكين يا رسول الله قال الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين بهذا الطواف ) إلى قوله صلى الله عليه وسلم في المسكين : ( الذي لا يجد غنى يغنيه ) إلى آخره ، معناه : المسكين الكامل المسكنة الذي هو أحق بالصدقة وأحوج إليها ليس هو هذا الطواف ، بل هو الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يفطن له ولا يسأل الناس . وليس معناه نفي أصل المسكنة عن الطواف ، بل معناه نفي كمال المسكنة كقوله تعالى : ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر إلى آخر الآية .

[ ص: 107 ] قوله : ( قالوا : فما المسكين ؟ ) هكذا هو في الأصول كلها ( فما المسكين ) وهو صحيح ؛ لأن ( ما ) تأتي كثيرا لصفات من يعقل كقوله تعالى : فانكحوا ما طاب لكم من النساء .

التالي السابق


الخدمات العلمية