صفحة جزء
1121 وحدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد وهو ابن زيد حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر قال صم إن شئت وأفطر إن شئت وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بهذا الإسناد مثل حديث حماد بن زيد إني رجل أسرد الصوم وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن نمير وقال أبو بكر حدثنا عبد الرحيم بن سليمان كلاهما عن هشام بهذا الإسناد أن حمزة قال إني رجل أصوم أفأصوم في السفر
قوله في حديث حمزة بن عمرو الأسلمي : ( يا رسول الله ، إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر ؟ فقال : صم إن شئت وأفطر إن شئت ) فيه دلالة لمذهب الجمهور : أن الصوم والفطر جائزان ، وأما الأفضل منهما فحكمه ما سبق في أول الباب ، وفيه دلالة لمذهب الشافعي وموافقيه أن صوم الدهر وسرده غير مكروه لمن لا يخاف منه ضررا ، ولا يفوت به حقا بشرط فطر يومي العيدين والتشريق ؛ لأنه أخبر [ ص: 193 ] بسرده ولم ينكر عليه ، بل أقره عليه ، وأذن له فيه في السفر ، ففي الحضر أولى ، وهذا محمول على أن حمزة بن عمرو كان يطيق السرد بلا ضرر ولا تفويت حق ، كما قال في الرواية التي بعدها : ( أجد بي قوة على الصيام ) ، وأما إنكاره صلى الله عليه وسلم على ابن عمرو بن العاص صوم الدهر فلأنه علم صلى الله عليه وسلم أنه سيضعف عنه ، وهكذا جرى ، فإنه ضعف في آخر عمره ، وكان يقول : يا ليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العمل الدائم وإن قل ويحثهم عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية