صفحة جزء
1151 وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فلا يرفث يومئذ ولا يسخب ) هكذا هو هنا بالسين ، ويقال بالسين والصاد وهو الصياح ، وهو بمعنى الرواية الأخرى : ( ولا يجهل ولا يرفث ) قال القاضي : ورواه الطبري ( ولا يسخر ) بالراء ؛ قال : ومعناه صحيح ، لأن السخرية تكون بالقول والفعل ، وكله من الجهل ، قلت : وهذه الرواية تصحيف وإن كان لها معنى .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) قال العلماء : أما فرحته عند لقاء ربه فبما يراه من جزائه ، وتذكر نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه لذلك ، وأما عند فطره فسببها تمام عبادته وسلامتها من المفسدات ، وما يرجوه من ثوابها .

التالي السابق


الخدمات العلمية