صفحة جزء
باب فضل صوم المحرم

1163 حدثني قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل
قوله : ( عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة ) اعلم أن أبا هريرة يروي عنه اثنان : كل واحد منهما حميد بن عبد الرحمن ، أحدهما : هذا الحميري ، والثاني : حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين : كل ما في البخاري ومسلم حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، فهو الزهري ، إلا في هذا الحديث خاصة حديث : ( أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) فإن راويه حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة ، وهذا الحديث لم يذكره البخاري في صحيحه ، ولا ذكر للحميري في البخاري أصلا ، ولا في مسلم إلا في هذا الحديث .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم ، وقد [ ص: 238 ] سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم ، وذكرنا فيه جوابين : أحدهما : لعله إنما علم فضله في آخر حياته ، والثاني : لعله كان يعرض فيه أعذار ، من سفر أو مرض أو غيرهما .

قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ) فيه دليل لما اتفق العلماء عليه أن تطوع الليل أفضل من تطوع النهار ، وفيه حجة لأبي إسحاق المروزي من أصحابنا ومن وافقه أن صلاة الليل أفضل من السنن الراتبة ، وقال أكثر أصحابنا : الرواتب أفضل ؛ لأنها تشبه الفرائض ، والأول أقوى وأوفق للحديث . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية